مع اقتراب عيد الحب، كثيرون يختزلون الاحتفال به في يوم واحد ينتظرونه بفارغ الصبر، وفيه يجهزون العدّة ويختارون الهدايا ويظهرون بأجمل صورة عندهم، وفي نهايته تعود الحياة لرتابتها وروتينها كما كانت.
ويصبح من التحدي الأكبر، بعد هذه المناسبة، تقسيم المشاعر الفيّاضة التي يتبادلها الحبيبان على مدار يوم واحد لإطالة عمرها أكثر من ذلك، لعدم إدراك المعنى الحقيقي للحب.
الحاجة لإدراك معناه
عن إدراك معنى الحب، أوضح أخصائي العلاج النفسي حاتم العيد لـ "فوشيا" كيفية اتفاق الجميع على أن الحب شيء رائع وضروري، ولكن لا أحد يتفق على معناه الحقيقي؛ فالكل يتمنى أن يعيش قصة حب دون معرفة كيفية الحفاظ عليه.
كما لا يدرك كثيرون بأن للحب ثلاثة أعمدة تتمثل بالاحترام، والثقة، والاهتمام، وأنه في حال غاب أحد هذه الأعمدة سقط الحب على أصحابه، وحلّ مكانه الجفاء والإهمال.
وليدوم الحب، لا بد من تبادل المشاعر والاحترام بين الشريكيْن، والتركيز على معرفة أبسط الأشياء التي يحبها كل طرف، والجوانب التي ترضيه في الحياة الزوجية، وبهذا يتحقق المعنى الحقيقي للحب، كما يقول العيد.
الحب لا يتوقف عند يوم واحد
لأن الحب مشاعر صادقة ودائمة بين الشريكيْن، كما يرى العيد، يستطيع من يحب بصدق جعل كل أيامه مليئة بالأعياد، بحيث لا ينتظر يوماً خاصاً للتعبير عنه بالهدايا والمفاجآت، إلا لو كان الحب عنده يتمثل بيوم واحد فقط.
فالفارق بين الحب السطحي والحب الحقيقي، وفق العيد، يتلخص في مدى عشق الشريكيْن لبعضهما، وتقبُّل أي تغيُّر يحدث معهما؛ فالحياة ليست وُجهة فحسب، بل هي رحلة ينبغي عليهما تغذيتها بالطاقة، ودعمها في كل المواقف والظروف، وبغير ذلك، دلالة على أن الذي كان يجمعهما سطحي ولا قيمة له.
وانتهى بالتساؤل: "لماذا لا يكون عيد الحب انطلاقة لتجديد مواثيق المودة والتآلف بين الأزواج؟"، خصوصاً إذا قررا وضع القيم الأساسية وتبادلاها بشكل يومي كي يحافظا على تأجيج مشاعر الحب بينهما طيلة العام.