تعدُّ أول خطوات اكتشاف الموهبة هي تصديق النفس بأنها تملك إمكاناتٍ عظيمةً، ثم المحاولة والإثبات، وصولًا لممارستها وتنفيذها على أرض الواقع.
وفي كثير من الأحيان تنشغل الفتيات بالتحصيل الدراسي سواءً في المدرسة أو في الجامعة، وتبقى الموهبة دفينة حتى يأتي الوقت المناسب لظهورها.
وهذا ما حدث مع الشابتين الأردنيتين هبة وهنادي داوود اللتين اتجهتا بعد إتمام دراستهما الأكاديمية لتصميم الأزياء الشرقية من العبايات والبشتات بأسلوب عصري يتلاءم مع أذواق فتيات جيلهن.
فقد اتّجهت هبة لدراسة تخصص علم النفس، ثم التحقت بأحد المراكز الفنية لتعلم الخياطة وتصميم الأزياء، بينما درست شقيقتها هنادي تخصص الترجمة، والتحقت أيضًا بأحد المراكز الفنية لتعلم فنون وأساسيات الرسم.
اجتمعت موهبة هبة وهنادي في الفن، وكأن كل واحدة منهما تُكمل الأخرى، وبدأتا تفكران بمشروع بعد التفرغ وإتمام دراستهن.
وفكّرت الشقيقتان بإقامة مشروع فني يستطعن من خلاله إظهار موهبتهن، وبذات الوقت يلبي طموح الفتيات الأخريات، ووجدن بأن يتجهن لتصميم العبايات والبشتات العصرية والناعمة وبألوان جاذبة ومميزة، بحيث يضعن لمساتهن الخاصة لتبدو القطعة "شبابية".
تقول هبة: "أيُّ فتاة ترغب بأن تكون مستقلة بذاتها، ويصبح لها مشروعها الخاص، وعليه جاءت فكرة الأزياء، وهي فكرة طال انتظار تحقيقها، فأنا أحب الرسم والتصميم منذ الصغر"، مبينةً، أنها كانت تجد صعوبة كبيرة في اختيار ملابسها من الأسواق، كونها تفضل القطعة المميزة التي تتناسب مع ذوقها، وعليه اتجهت لتصميم ملابسها بيديها، والتي حظيت بإعجاب المحيطين بها.
ومن هذا المحطة انطلقت هبة وأرادت أن تتقن أعمالها، وعليه اتجهت لدراسة تصميم الأزياء، ثم قررت الشقيقتان إطلاق مشروع "حرير"، حيث تهتم هبة بتصميم وتفصيل القطعة وتشاركها هنادي باختيار وتنسيق الألوان، وتتعاون الشقيقتان بالأمور الإدارية والتسويق الإلكتروني وفق خبرة كل منهما.
وتتنوّع ألوان وتصاميم العبايات والبشتات التي تنفذها الشقيقتان، فهناك الأبيض والأزرق والأخضر والزهري والفوشي والأصفر، وتزين بالإضافات والإكسسوارات، وبإمكان الفتاة المحجبة أو غير المحجبة أن ترتديها فوق الملابس الكاجوال المريحة من بنطال جينز أو بدلات رياضية، وتُنسّق لها الإكسسوارات الشبابية المناسبة.
وعن عملية التصميم تقول هنادي: "نبدأ برسم التصميم، ونعمل (بترون) خاصًا لهذا التصميم، حتى يصبح التنفيذ والمقاسات كلها صحيحة ودقيقة وبدون أي أخطاء، وتنفذ القطعة بطريقة احترافية، ونبحث عن أفضل الأقمشة والكلف والخرز التي تناسب التصميم".
وتضيف: "نبدأ عملية التنفيذ بالتعاون مع خياطين محترفين، فهناك طلبيات عديدة تتطلّب الوقت لإنجازها، ونشرف عليها أنا وشقيقتي، ثم نضيف عليها الإكسسوارات أو الخرز و الكلف، حتى تظهر القطعة مميزة، وعندما تجهز أول عينة من التصميم نقوم بتجريبها، إن كانت هذه القصة مريحة أو بحاجة لتعديل، حتى نحصل على الشكل النهائي المطلوب للتصميم".
وتهتم هبة وهنادي بعملية التصميم، فتبدآن بالتجهيز لجلسة التصوير، واختيار التنسيق المناسب والملائم لكل قطعة، ثم يتم اختيار "اللقطة" التي تبرز جمالية العباية أو البشت.
ويتم اختيار تصميم القطعة، وفق أذواق الفتيات، فالشقيقتان شابتان ويعلمن ميول ورغبات بنات الجامعات والسيدات العاملات وربات البيوت، وعليه يتجهن لتنفيذ قصّات جديدة لها فكرة وبألوان زاهية بعيدًا عن اللون الأسود، وبموديلات عصرية بعيدًا عن المتوفرة في الأسواق.
كما تواكب الموهوبتان الموضة بأعمالهن، ويقمن بتطوير القطع دائمًا، من حيث استخدام الألوان والأقمشة المناسبة لكل موسم، مع الأخذ بعين الاعتبار التصاميم والقصات أو الألوان التي تلقى طلبًا.
أمّا حول اختلاف هذه التصاميم عن المتوفرة في الأسواق، فتقول هبة: "هذه تصاميم مميزة من فكر وقلب الفتاة للفتاة، نهتم بكافة تفاصيل القطعة، بحيث تناسب كل الأذواق، كما أن جودتها عالية جدًا، وهناك العديد من التصاميم الخاصة للمناسبات والأعياد".