يخضع الأطفال في جميع الدول الأوروبية، والأمريكية لاختبارات تحديد مستوى الذكاء لديهم، وإذا تبيّن عدم ملاءمة مستوى ذكاء الطفل للمدارس العامة، ينصح بإلحاقه بمدارس متخصّصة لمستوى الفكر، والذكاء لديه، هذا بالنسبة للمدرسة.
أما بالنسبة للأسرة، فلا شكّ أنهم يتمنّون تفوّق ابنهم في المدرسة، ويمثّل فشله وتراجعه مشكلة كبيرة، تواجه الأسرة على حد سواء، خصوصًا إذا كان بقية إخوته من المتفوّقين.
التّعامل مع الطّفل "منخفض الذّكاء"
يشير اختصاصي التربية الخاصّة، إبراهيم بشارات، إلى الصعوبة التي تواجهها الأسرة جرّاء وجود طفل "منخفض الذكاء" فيها، مقابل وجود إخوة أذكياء ومتفوّقين، لا سيما إذا كانت تلك الأسرة لا تعلم أنّ الفروقات الفردية بين الأطفال، كالنموّ الجسميّ مثلاً، أمرٌ وارد؛ بحيث يستطيع أحد الأبناء القراءة في مرحلة مبكّرة، فيما الآخر لا يمكنه ذلك.
بشارات، وهو يتحدّث عن أن وجود فروقات في القدرات الفردية عند الأطفال، أمرٌ مُتوقّع، أوضح أنّ لكل طفل ما يميّزه عن غيره؛ فهناك من يتّسم بقدرة عالية على الحفظ، أو حلّ مسائل الرياضيات، أو القدرة على حلّ الرّموز، فيما آخر يتميّز في مجالات أخرى بعيدة عن الدراسة.
وهذه المشكلة إذا ما تمّ التعامل معها بالشكل الصحيح؛ فإنّها تسبّب مشاكل نفسية، ثمّ مرضيّة، وحالة من البغضاء والغيرة بين الإخوة، خصوصًا إذا كان الأب والأم يميلان إلى الطفل المتفوّق، ويميّزانه بالمكافآت أكثر من المتأخر، ظنًا بأنّ الأخير سوف يتشجّع ويصبح مثل أخيه، وهذا من أسوأ ما يمكن أنْ يفعلانه. لقاء ذلك، عليهما دعم وتشجيع المجال، الذي يتقنه، ليصبح مبدعًا به أكثر.
طرق التّعامل معه
أوّل ما أوصى به بشارات، الحذر من توبيخه، ومقارنته بأقرانه، والبحث عن نقاط القوّة في شخصيته، والتركيز على تعزيز جوانب الثقة في نفسه، بدلاً من أيّ معاملة خاطئة، تزيد الأمور تعقيداً عنده، جراء فقدان الثقة بنفسه، وعدم اندماجه مع الآخرين بسهولة.
دعوته إلى ممارسة الرياضة التي يحبها، لأهميّتها في تحسين مستوى ذكائه، وتنشيط ذاكرته، وتنمية قدراته، وزيادة قدرته على الابتكار.
وأخيرًا، وهي الأهم، الاهتمام بحالته النفسية، والعاطفية، وإشعار أبويْه بحبّهما الدّائم له، مهما كانت ظروفه.