كشفت دراسة حديثة أن مرض "السيلفي" قد يؤدي بصاحبه إلى عمليات جراحية خطرة.
وشملت الدراسة العديد من مرضى السيلفي للتأكيد على خطورة تلك الظاهرة، ونقلت عن فتاة تدعى أنيكا قولها: "لقد اعتاد الناس على تسميتي ملكة السناب شات، منذ أن كان عمري 19 عامًا، كان لدي وقتها 4.000 متابع فقط، لكن وصل جنوني بالتقاط السيلفي لدرجة أنني كنت أنشر 25 صورة يوميًا وكنت أحصل على العديد من ردود الاستحسان والإطراء، لقد كنت مشهورة حقًا في سن صغيرة جدًا، وبالطبع كانت الفلترات جزءًا من ذلك خصوصًا التي تجعل أنفي يبدو بشكٍل أنحف، ثم بدأ الناس يطالبونني بمقابلتهم بشكل طبيعي ووقتها فقط بدأت الاتصال بأطباء جراحات التجميل".
ويقول الطبيب تيجون إيشو خبير جراحات التجميل في لندن "إنه في الآونة الأخيرة بدأ أطباء جراحة التجميل تلقي العديد من الطلبات من حالات لا يبدو عليها احتياجها للخضوع لمثل هذا النوع من العمليات الخطيرة والسبب أنهم يريدون أن يحسنوا من إطلالاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن أغلب الحالات يقومون بإحضار صورة لأحد مشاهير هوليوود ويقولون أريد أن أجعل أنفي هكذا.. أريد أن يبدو فكي بهذا الشكل".
وفي دراسة علمية نُشرت مؤخرًا بجريدة (جاما) الطبية الأمريكية، تم اعتبار الهوس بالتقاط الصور السيلفي مرضًا نفسيًا وعقليًا يجب دراسته بشكل كامل.
وبهذا الخصوص، يتحدث الطبيب وسيم طقطوق عن أغرب الحالات التي جاءت إليه مهرولة وتقول "لدي مقابلة تلفزيونية وأريد أن أبدو بشكل جميل باستخدام الفلتر"، حيث يؤكد طقطوق بالقول "وقتها استخدمت معها الأساليب القابلة للحقن، كالفيلر والبوتكس وذلك لتكبير الشفايف والوجنتين وجعلها متناسقة مع باقي ملامح الوجه، أفضل استخدام هذه الأساليب لأنها غير دائمة ولا تشكل خطورة على المرضى إلا في حدود ضيقة".
لكن لماذا نلتقط هذا الكم الهائل من السيلفي؟
لا بد أن الإجابة لا تقتصر فقط على تسجيل اللحظات والذكريات التي نعيشها في حياتنا مع أهالينا وأقربائنا، أو للتقديم على الوظائف، أو حتى لمواعدة أحدهم، حيث أثبتت دراسة علمية في 2017 عن السيلفي أن السبب قد يكون أبعد عن ذلك في كثير جدًا من الحالات لكنه بالكاد يظل مكتومًا بداخل الفرد منا وقد يكون بسيطًا جدًا من وجهة نظرك لكنه يحمل معنى كبيرا لصاحبه، كما أكدت الدراسة أن هذا الأمر على المدى البعيد يفقدك مصداقيتك حيث يزيد من توقعات الآخرين عنك.
وتروي مارلا 29 عامًا، من نيويورك: "لقد كان أمرًا رائعًا، بعد إجرائي لعمليات تجميلية، لم أعد أحتاج للفلترات، لكنني بدأت بفقدان ثقتي بنفسي وبمظهري بشكل عام، حتى أنني فكرت جديًا بالانتحار".
ويقول أطباء "إن من سلط الضوء لمثل هذه الإجراءات كان مشاهير هوليوود الذين يتبعهم عدد لا يحصى من العاشقيين والمهووسين و ما وراء ذلك من حملات إعلانية ضخمة للفيلر والبوتكس وغيرها، فإحداهن تأتيك راغبًة في أرداف كيم كارديشيان، وأخرى راغبة في شفايف بينيلوبي كروز، لكننا بالتأكيد يجب أن نضع حدًا لمثل هذه العمليات التي تختلف ضرورتها من حالة لأخرى، ويجب أن ندرك السبب الحقيقي وراء الحملات التي تروج لها".