دائمًا ما تعاني الزوجة من ضغوطات، ومتطلبات حياتها الزوجية، التي تكاد لا تنتهي، خصوصًا إذا كانت امرأة عاملة، يشغل تفكيرها كيف تبدأ بتنفيذ سلسلة طلبات زوجها، وأولادها.
هذه الضغوطات الرّهيبة، كما يقول الاختصاصيّ النفسيّ، ممدوح سعيد، ستحوّلها يومًا ما إلى شخصية غير متّزنة، عصبية، وفي حالة توتّر دائم، وقد تصل إلى مرحلة الاكتئاب، خصوصًا إذا لم تجد الشّكر والتقدير، من أفراد أسرتها، على ما تقوم به.
يوم واحد أسبوعيًا
لم يُغفل الاختصاصيّ، ممدوح، أهمية تخصيص المرأة وقتًا لذاتها فقط، ولو ليوم واحد في الأسبوع، بلا ضغوط الواجبات المنزلية، والعائلية، ومهما بلغتْ الظروف المعيقة لتحقيقه، عليها بالاستمتاع به بالطريقة، التي تُسعدها، وإنْ اضطرت للعودة لحياة "فتاة ما قبل الزواج".
ويحقّ لها، بحسب سعيد، ممارسة أنشطتها وهواياتها، وزيارة صديقاتها، أو ربّما البقاء في المنزل، والاسترخاء في حجرتها، بعيدًا عن التفكير في أمر أسرتها، كزوجة، وأم. المهمّ أنْ تفعل ما يحلو لها، فهو "يوم الاستجمام الخاصّ بها".
ونصحها، بعدم اعتبار هذا اليوم، الذي خصّصتهُ لأخذ قسط من الرّاحة نوعًا من الرفاهية، إنّما هو لراحتها النفسية، والتجدُّد، والشعور بتقدير الذّات، التي هي بأمسّ الحاجة لهم، لتجديد طاقتها، والحفاظ على صحّتها، من الإصابة بأمراض الاكتئاب، والعصبية الزائدة، فضلاً عن شعورها بأهميّة وجودها ككيان لم يُخلق فقط، للطبخ، والغسيل، والواجبات المنزلية، التي لا تنتهي.
يوم قادر على قلْب مزاجها
هذا أمرٌ حقيقي، فعندما تقوم المرأة بتخصيص يوم واحد فقط، في الأسبوع، تحدّده كيفما تشاء، سينعكس بالإيجابية على بيتها، وحياتها الأسرية بالمجمل؛ فالعودة بطاقة متجدّدة، وتحسُّن في المزاج، والخلاص من شعور الإجهاد الدائم بالمسؤوليات، مسألة غاية في الأهمية، تضمن قلْب حياتها، رأسًا على عقب، عندما ترجع بنفسيّة جديدة، أفضل مما كانت عليه.
ولن يتحقّق لها ذلك، إلا بتنفيذ هذا الأمر، بصورة إيجابية، وبالتزام تامّ دون تراجع، بعيدًا عن الشّعور بأيّ مسؤولية نحو أحد.
أهميّة التحفيز الأسريّ
بتقدير الاختصاصي، وإنْ كانت كلمة "شكراً" تُنسيها متاعبها، وتجعلها سعيدة لتقدير جهودها، على أفراد أسرتها أيضًا، تحفيزها وتقبُّل فكرة هذا اليوم، والتعوُّد عليه، فأربعة أيام في الشّهر لا شيء يُذكر، لقاء ما تبذله من أجلهم.
ولا ضيْر من مساعدتها، وحمل المسؤوليات عنها، والقيام بأعمال المنزل، بدلاً منها، وهذا ليس عيبًا، كما يرى الاختصاصيّ.