يُشير علماء النفس إلى أن العناد صفة موجودة في الرجل، ولكنها أكثر وضوحاً عند المرأة؛ فهو السلاح الوحيد الذي تدافع به عن نفسها أمام قوة الرجل واستبداده بالرأي أحياناً، ولأنها لا تقوى على صراعه "الخشن"، لذلك تلجأ إلى الرفض السلبي الذي يترجمه الزوج على أنه عناد.
وأصبحت "المرأة العنيدة" شكوى يعاني منها بعض الأزواج؛ ما يدفع بحياتهم الزوجية إلى طريق شائك.
من أين تكتسب المرأة عنادها؟
إجابة عن هذا السؤال، ردّ أخصائي العلاج النفسي "حاتم العيد" أنّ عناد المرأة يعود إلى أسباب عديدة، متعلقة بتقليدها لأمها التي كانت تتحكم بالبيت وتسيّر دفّته، ولمّا تزوجت حذت حذوها مع زوجها.
إنّ شعورها بالنقص جراء افتقاد الاحترام والتقدير في أسرتها، ومن ثم المعاملة القاسية من زوجها وعدم توفير سبل الراحة والتقدير، يولّد لديها هذا السلوك للتغلب على إحساس الظلم.
ويأتي عدم التكيف مع الزوج واختلاف الطباع بينهما، دافعاً لاتخاذ العناد كطريقة للتعبير عن رفض سلوكه وعدم انسجامها معه. ومن جهة أخرى، تحقيره لرأيها وعدم الأخذ به، كما يعتقد، هو دافع آخر لاتصافها بالعناد، كما يقول.
وباعتقاد الأخصائي، قد يكون العناد طبعاً يصل بجذوره إلى مراحل حياتها الأولى نتيجة تربية خاطئة منذ طفولتها، لا سيما وأثناء تشبّثها برأيها، كان أبواها يبتسمان لها وينفذان ما تريد، ثم يتطور الأمر إلى أن تكبر ويتحول إلى سلوك يومي ينتقل معها في زواجها ويمثل نوعاً من التمرد.
كيف يقلّص الزوج من عنادها؟
تجنب الأسباب المؤدية لهذا السلوك، حسب تعبير الأخصائي؛ فإذا كان العناد واحداً من طباعها، عليه التحلي بالصبر ومحاولة تذويبه من خلال منحها التقدير والاهتمام والحب، وامتصاص غضبها عند التشبث برأيها، وتأجيل النقاش بينهما إلى وقت مناسب.
وعندما يفهم سبب عنادها، ومحاولة رؤية الأشياء من وجهة نظرها لا من رؤيته هو، وتقبُّل الاختلاف بينهما، هو بذلك يخطو الخطوات الأولى التي تثبت قدرته على التعامل مع زوجته العنيدة.
وانتهى العيد إلى ضرورة تدريبها وتعويدها على نسيان المواقف السلبية السابقة والتعامل بروح التسامح، وتقديم التنازلات حتى تسير الحياة في أمان واستقرار.
خطورة الاستمرار في عنادها
من جانبه، لم يغفل العيد بتقديم مجموعة من التوصيات للزوجة العنيدة، تتضمن تحذيرها من الاستمرارية بهذا السلوك، خشية نفاد صبر زوجها، ومن ثم حدوث ما لم يكن بتوقعاتها.
مذكِّراً بأن المرأة العنيدة هي من أكثر النساء عرضة للطلاق والفشل في حياتها، لطالما لا تلجأ للّين وقت الشدة. وحتى لو نجحت بفرض رأيها وسيطرتها إنما هي خسرت قلب زوجها، لذلك، طالبها بالسعي لصُنع حياة هادئة، بصورة لا تُنقص من قدرها.