دون الاستعانة بأحد.. كيف تتركينَ طفلكِ يعتمدُ على ذاته؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
8 يناير 2019,5:33 م

كلُّ الآباء والأمهات يطمحون لرؤية طفلهم يعتمد على نفسه، ويكوّن قراراته وحده دون الرجوع لهم في كل كبيرة وصغيرة، وأنه كلّما بكّر في ذلك، كان ذلك أفضل وأنفع له ولهم، وسهُل عليه التعامل مع البيئة المحيطة دون تعقيد.

تكوين شخصيّته

أختصاصية تربية الطفل سيرسا قوفبز أكّدت لـ"فوشيا" على ضرورة تركيز الأبويْن على هذا الأمر الذي يصبّ في صالح طفلهما، ويُعطيه قيمة عالية منذ بدء مشيه وتكلّمه بالتدريج، بدءًا من طلب إحضار شيء خفيف موجود على الطاولة يستطيع حمله ولا يؤذيه.

ثم عامًا بعد عام، يُمكن التدرّج بتدريبه على ترتيب غرفته تحت إشراف أمه، والتعلّم من ملاحظاتها مستقبلاً، وانتقاء ملابسه وربط حذائه، وتمشيط شعره بالطريقة التي تُعجبه.

أمّا أثناء أكل الطعام فتركه يأكل بطريقته الخاصة، وإن اضطر لاتساخ نفسه والمكان المحيط به، وعندما يقع على الأرض، يُفضّل الانتظار وعدم مساعدته فورًا، والسماح له بالتجربة والمحاولة.



محاذير أثناء تدريبه

في الوقت الذي أوصت الأخصائية باحترامه وعدم الاستهزاء به، أو بأي تصرّف أو قول يصدر منه، وإشراكه في بعض القرارات المتعلّقة في البيت، من حيث اختيار أيّ الأكلات يُفضّل من عدة اختيارات تُطرح أمامه، حذّرت في الوقت نفسه من رفض اختياره، حتى لا يعتقد أن أمه تكذب عليه.

وحذّرت كذلك من التلاعب بعواطفه، والأخذ برأيه هو لمجرد التحدث معه، لا سيما أن في ذلك طمس لشخصيته واختفائها مع الوقت. والأجدى، تدريبه على المناقشة والتعبير عن رأيه بحرية والتركيز به، لما يحمله من أفكار ومضامين قد تكون غاية في الأهمية، وتحتاج الوقوف عندها. بالمقابل، تجنُّب طلب مهمات كبيرة تُشعره بالضعف جرّاء عدم تحقيقها.



محاولات تحتاج للدعم والتعزيز

للتعزيز اللفظي والمعنوي دورٌ كبيرٌ في بناء شخصيته منذ الصغر. وتقول قوفبز: كلما سمع الطفل المزيد من المديح والإطراء زادت ثقته بنفسه، وضمِن نجاح أفعاله.

وباعتقادها، لا بد من الصبر وأخذ الوقت لتدريبه على استقلاليته، وعدم توقُّع قيامه بالمهام الموكلة إليه بشكلها الصحيح من أول مرة، ومنحه المحاولة مرات أخرى، وبدون ذلك لن يتعلّم، وفي ذلك ضمانٌ لتشكُّل شخصيته بصورة سليمة خالية من أيّة اضطرابات.

google-banner
foochia-logo