وجد بحث حديث أن لون العينين قد يكون في واقع الأمر أحد العوامل التي تحدد احتمالات الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD).
ورغم أن كثيرين قد يشكون أنهم يعانون من ذلك الاضطراب، فإن تلك الحالة عادة ما يتم تشخيصها باستخدام استبيان تقييم النمط الموسمي، الذي يطلب من الناس الإجابة عن عدة أسئلة حول السلوكيات الموسمية، الحالة المزاجية والتغيرات التي تطرأ على عاداتهم.
وهناك بعض النظريات التي تتحدث عن أن تلك الحالة تنتج عن قلة التعرض لأشعة الشمس خلال فصل الشتاء، ومع هذا، فإن عدداً من الدراسات فشلت في إثبات هذه النظريات.
وفي المقابل هناك نظريات أخرى تقول إن تلك الحالة تحدث عندما يقع عطل بإيقاع ساعتنا البيولوجية مع قِصر ساعات النهار، كما أنها تحدث بسبب عدم التوازن في إفراز السيروتونين والميلاتونين في الجسم. ويرجح باحثون أن الحالة قد تحدث أيضاً بسبب تركيبة من العوامل البيولوجية والفسيولوجية التي تعمل مع بعضها البعض.
والجديد الذي كشفه ذلك البحث الذي أجراه لانس وركمان، الأستاذ الزائر في علم النفس بجامعة ساوث ويلز، هو التوصل لأدلة تثبت أن لون العين قد يكون له تأثير مباشر على احتمالات الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي، موضحاً أنهم استعانوا في البحث بعينات لـ 175 طالباً من جامعتين (ساوث ويلز وقبرص). واكتشف لانس وفريقه البحثي المعاون أن أصحاب العيون الفاتحة أو الزرقاء يكونون أقل عرضة للإصابة بتلك الحالة مقارنة بغيرهم من أصحاب العيون الداكنة أو البنية.
والسبب وراء أن لون العين قد يجعل بعض الناس أكثر عرضة للاكتئاب أو التغيرات المزاجية، خاصة في الشتاء، هو كمية الضوء التي يمكن للعين معالجتها، علماً بأنه حين يدخل الضوء إلى العين، تقوم خلايا مقلة العين بتحفيز النبضات العصبية التي تشكل الصورة البصرية في أدمغتنا. ونوه الباحثون هنا إلى الأعين الزرقاء أو الرمادية تكون أكثر حساسية للضوء، وهو ما يعني أنها لا تكون بحاجة لامتصاص قدر كبير من الضوء كما الأعين البنية أو الداكنة قبل الوصول لخلايا الشبكية.