اعتادت العديد من السيدات تدوين أحلامهن وأمنياتهن مع اقتراب العام الجديد، فلا شك أن هناك العديد من الأهداف التي يطمحن لتحقيقها، فهل يمكن فعلا أن تتحقق هذه الأمنيات أم أنها مجرد وهم وسراب؟.
لا تفقدي الأمل عزيزتي في تحقيق أحلامك ويمكنك البدء من جديد، وذلك من خلال النصائح والإرشادات التي تقدمها الاختصاصية النفسية الدكتورة أسماء طوقان حول ذلك.
تقول الدكتورة طوقان: "من أهم الشروط التي يجب توفرها لنحصل على مفهوم الصحة النفسية هي أن يكون للشخص هدف في حياته يعمل من أجله، ومن أجل تحقيقه، فأغلب من ينقصه، مفهوم الصحة النفسية في حياته يكون بلا هدف محدد وواضح، فالهدف أمر أساس في حياة الإنسان، فعندما يكون بلا هدف يصبح ضائعا مشتت الذهن لا يستطيع التطور والنجاح، مقارنة بمن هم من عمره وجيله وقد يصاب بالاكتئاب".
وتضيف: "أيضا الكثير من الفتيات يمتلكن الأهداف العديدة، ولكن لا يمكنهن تحقيقها فيصبن بالإحباط ويستسلمن، ولتجنب حصول هذا الشيء علينا أن نوازن بين الأهداف التي نريدها والبيئة المحيطة، وتحديد هدف واضح واحد نبدأ به ثم نفعل ونسعى من أجله، وعند تحقيقه نبحث عن هدف آخر لأنفسنا".
أما عند وضع الهدف المراد تحقيقه، فتقول طوقان إنه يجب مراعاة العديد من الأمور وأبرزها تحديد هدف واحد يتم التركيز عليه وعدم وضع عدة أهداف حتى لا يتشتت الشخص ويشعر بالإحباط لعدم القدرة على تحقيقها جميعها، ووجود الرغبة والدافع من داخلك في تحقيق هذا الهدف، وليس تقليدا لشخص آخر أو رغبة من شخص آخر.
كما يجب أن تتوفر الثقة الكاملة بنفسك وبقدرتك على تحقيق هدفك ما دمت تسعىن من أجله، ووضع أكثر من خطة لتحقيق الهدف في حال عدم نجاح واحدة والانتقال إلى أخرى، وأن يكون الهدف منطقيا ويمكن تحقيقه وليس أمرا تعجيزيا، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون الهدف متناسبا مع شخصيتك وقدرتك الحالية والجسدية والنفسية.
ووفق طوقان، يجب أيضا تحديد وقت الحصول على الهدف، وتحديد الأمور التي يمكن أن نواجهها أثناء الطريق في الوصول إلى الهدف ومن بينها أمور سلبية وإيجابية، فضلا عن تدوين الهدف على ورقة وتسجيل كل يوم بيومه ماذا واجهت ومأذا أنجزت من أجل تحقيقه؟.
وختاما، تؤكد طوقان بالقول: "تخيلي دائما أن هدفك تحقق، وربما لا يتحقق الهدف الذي تمنيته في الوقت المحدد، ولكن هذا لا يعني أنك إنسان فاشل أو غير قادر على ذلك، لأنك قمت بالمحاولة، والمحاولة لا تعني الفشل، بل عدم المحاولة نهائيا وعدم وضع هدف محدد هو الفشل، وبكل الأحول أعيدي ترتيب حساباتك وضعي خططا جديدة، وقارني بين ما كنت تفعلينه في المرة السابقة؛ سلبياته وإيجابياته لتجنب الوقوع في السلبيات مرة أخرى، فمن يريد النجاح والتقدم عليه أن يبذل مجهودا كبيرا لتحصيل ذلك لنفسه ليستمتع بلذاته عند تحقيقه".