يُعدُّ الرسم قديمًا وحديثًا الوسيلة الوحيدة للتواصل والتعبير عن الحالة النفسية أو الاجتماعية أو الصحية، وهذا ما ينطبق على الأطفال، إذ يعدّون الرسم من الطرق المحبّبة لديهم للتعبير عما يجول داخلهم من حب أو خوف أو موهبة.
وبهذا الخصوص، تقول أخصائية تربية الطفل سيرسا قوفبز لـ"فوشيا" إن الرسم يعتمد على خيال الطفل، وله تأثير على جوانب نموّه النفسي والاجتماعي والجسمي، وقد يتقصّد الطفل من خلال رسوماته تقديم رسائل خفيّة ولفت انتباه أسرته، وإن كانت بسيطة المحتوى، وإذا تم تحليلها نجدها تُفسّر مكنوناته النفسية الداخلية.
تحليل رسوماته الغريبة
وبحسب قوفبز، فعندما يرسم الطفل الوجه السعيد مثلاً، فإن هذا بحسب الأخصائية دليل على شعوره بالاطمئنان النفسي، ويكون بخلاف ذلك إذا رسم وجهًا حزينًا، الأمر الذي يدعو أسرته للاستفسار عن شعوره، فيما يدلّ رسمه لرأس أكبر من الحجم الطبيعي على ثقته العالية بنفسه، أما الرأس الصغير فيدل على ضعف ومشكلة في شخصيته.
أما رسم الأسلحة والأشياء الخطِرة، فهي تُنذر باعتقاد الأخصائية، إلى عصبية الطفل وعنفه، تمامًا كحاله إذا قام برسم أشخاص مخيفين، ما يدلّ على خوفه من أشخاص معيّنين غالبًا.
رسومات مميزة
ولم تغفل قوفبز عن تفسير رسومات الطفل الجميلة التي تحكي عن شغفه بالرسم، ومن خلالها يستطيع التعبير عن شعوره بالحب والدفء خصوصًا إذا استخدم الألوان الهادئة، ما يتطلّب من أسرته تنمية هذه المهارة مع عدم الاستخفاف بأي شيء يرسمه.
توصيات
وفق الأخصائية قوفبز، غالبًا ما تعطي رسومات الطفل مؤشرًا للأسرة والمعلم بأن ثمة أمرًا ما يجب متابعته، ومحاولة تفسيره سواءً سلبًا أم إيجابًا، للتغلب على المشاكل التي يُمكن أن يعانيها الطفل بطريقة خفيّة قد لا يستشعرها الكبار بسهولة.