انتشرت في الآونة الأخيرة برامج المواهب المخصصة فقط للأطفال، سواء أكانت غنائية أو تمثيلية، يعرضون موهبتهم أمام لجنة تحكيم تقرر بدورها من يستمر ومن يخرج.
ومع المشاركة الواسعة للأطفال في أجواء احتفالية ضخمة، إلا أن هناك من يرى أنها ساهمت بشكل أو بآخر، بالإساءة إلى براءة الأطفال، وشغلتهم عن تعليمهم، والأهم أنها خلقت منهم شخصيات جديدة ربما يصعب التعامل معها داخل الأسرة والمحيط.
تأثير هذه البرامج على نفسية الطفل
عن هذا الموضوع، بيّنت أخصائية علم النفس العيادي فاطمة كبّار، أن لهذه البرامج جوانب إيجابية وأخرى سلبية؛ فهي تتمثل من جهة، بسلبها طفولة الطفل وبراءته وخروجه عن المألوف كي يتقبّله الجمهور. لكنها بالمقابل تحفزه على الرغبة بالتقدم لإظهار موهبته وبالتالي زيادة الثقة بنفسه.
عندما تفوز موهبته
عندما يفوز الطفل في المسابقة، كما قالت كبار، فإن ثقته بنفسه ستحفزه لمزيد من النجاح، وسيجد نفسه قد دخل عالم الشُّهرة من أوسع أبوابها، رغم عدم اكتمال نموه الجسدي والعقلي والانفعالي لاستيعاب هذا الأمر.
ومن جهة أخرى، وحتى يظلّ قريباً من أضواء الشهرة فإنه يضطر لخلق عالم خاص به، ربما يُبعده عن عائلته وأصدقائه، ودروسه أيضاً، جراء انشغاله بوسائل التواصل الاجتماعي ومتابعيه، ومن ثم تحوّله إلى طفل أناني ومغرور.
عندما يخرج من البرنامج
هذه المرحلة هي الأخطر، باعتقاد الأخصائية كبّار، إذ بعدما تفاعل الجمهور مع موهبته، قد يجد نفسه خسر المنافسة مرة واحدة، وهذا سببٌ كافٍ لتثبيط معنوياته وفقدانه الرغبة بتطويرها مع الوقت.
مقابل ذلك، لم تغفل كبّار حجم الصدمة التي يتعرض لها الطفل، وما يعقبها من عدم القدرة على التحكم بمشاعره ليصبح مثيراً لشفقة الجمهور عندما تُرفض موهبته.
ويترتب على ذلك ما هو أسوأ وأكثر تعقيداً، عندما يلحظ مَن حوله الانهيار الواضح في نفسيته، وصعوبة العودة به إلى الطفل الطبيعي البريء قبل أن يصبح مشهوراً.
تهيئته نفسياً قبل وبعد
الأخصائية كبّار دعت أسر الأطفال الذين يتقدمون لهذه المسابقات، إلى تهيئتهم نفسياً ومساعدتهم لتقبُّل الفوز أو الخسارة، والتأكيد لهم أن مجرد ظهورهم على التلفاز هو نجاح بحد ذاته.
وإن لم يحالفهم الحظ، على أسرهم دعمهم والاستمرار بتشجيعهم وتنمية مواهبهم إلى أن يكبروا ويأخذوا حقوقهم من النضج والتأهيل والفوز.