يشغلُ بال المرأة أسباب تدني مستوى التحصيل الدراسي لدى طفلها، وتبدأ تحليلاتها وتكهناتها حول ذلك، وبذات الوقت قد تتصرّف بشكل خاطئ مع طفلها وتبدأ بتوبيخه أو مقارنته مع الآخرين، فيزداد الأمر سوءًا.
لا تقلقي عزيزتي، الاختصاصية التربوية الدكتورة أمل بورشك توضّح لك أسباب وطرق معالجة القصور الدراسي لدى الأطفال.
تقول الدكتورة بورشك إن تدني التحصيل الدراسي يتعلّق بالطالب نفسه أو بيئته الأسرية والاجتماعية والدراسية وما يتعلّق بالمنهج، وقد يتكرر رسوب المتأخرين دراسيًا لمرة أو أكثر رغم ما لديهم من قدرات تؤهلهم للوصول إلى مستوى تحصيل دراسي يناسب عمرهم الزمني.
وتُوضّح بورشك آلية التعامل مع تدني التحصيل الدراسي لدى الأبناء، وفق النقاط التالية:
التشخيصُ المبكرُ للطالب يقود الأسرة للوقوف على حالة الطالب الصحية والاستعانة بالأدوات المعينة مثل النظارات أو السماعات أو أي وسيلة تقنية داعمة للتعلم وفقًا لحالة الطالب واحتياجه.
التغذيةُ السليمةُ والتنويعُ في الأطعمة وخاصةً الخضار مع الابتعاد عن النشويات والسكاكر.
الرياضةُ لمواجهة الخمول والكسل لدى الطلبة وحرق الفائض لديهم من السعرات الحرارية.
إعدادُ البيئة التعليمية المناسبة في المنزل لإنهاء الواجبات بعيدًا عن التلفاز ومكان تجمع الأسرة وبعيدًا عن الهواتف والمشتتات الذهنية.
التواصلُ اللفظيُّ والاستماعُ للطالب والإجابة على تساؤلاته بسعة صدر لإثارة دافعية الطفل نحو التعلُّم.
مراعاةُ قدرات الطالب الواقعية، ورغباته وعدم مطالبته أن يقارن نفسه بالآخرين بل يبذل قصارى جهده أسوةً بمن في عمره.
تقبلُ تدني التحصيل الناتج عن دخول الطالب في مرحلة انتقالية بسبب تشوّش ذهنه في حالة عارضة ما مثل تعرّضه للنقل من المدرسة أو المنزل، أو مرضه أو حدوث عارض نفسي أو عاطفي أثناء مراهقته، ومساندته للخروج من حالة التوتر التي أحاطت به.
إضافة إلى ما ذُكر أعلاه لا بد من التواصل بين المدرسة والأهل، فحلقة الوصل هو الطفل ومن هنا يجب:
التواصلُ الفعّالُ مع المدرسة إدارة ومعلمين ومرشد وزملاء الطالب وحضور الاجتماعات بشكل دوري وعدم إهمال ملاحظات المعلمين.
متابعةُ الواجبات اليومية واستحداث ملف تراكمي للطفل في المنزل تُوضع فيه أوراق الاختبارات ورسوماته ونشاطاته مما يسهم في رفع دافعية الطالب.
كذلك متابعة أي تغير طفيف في التحصيل لدى الطالب ونقاط الضعف لديه ولا يجوز معايرته بل توجيهه بطريقة سليمة نحو الافضل لتلافي الثغرات لديه.
كذلك، عدم الاستسلام والمثابرة والتحلّي بالصبر ومواجهة حقيقة تدني التحصيل حتى يجد الطالب طرقه الخاصة بالمواد التي يرغب في تعلمها مع الحرص على تنويع النشاطات المُقدّمة للطفل كالرحلات أو المشاريع أو العمل الجماعي لتعينه على رفع تحصيله.
المعاملة الحسنة وتعزيز الطفل معنويًا ونفسيًا والابتعاد عن العنف والاستخفاف بقدراته ونعته بكلمات تعلق في ذهنه، فالأهل يقودون أطفالهم من خلال انفعالاتهم السلبية نحو التدني في التحصيل لتكوّن ردود فعل عكسية لديهم تحبطهم وترسخ في أذهانهم .
وينبغي الاستعانة بالأدوات التعليمية الحديثة المُساندة، ولا ننسى محاولة حل المشاكل الأسرية التي تسبب شرود الذهن لدى الطالب.