لماذا يُفضّل طفلكِ بيت جده؟.. وما التأثير الذي ينعكس عليه؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
26 نوفمبر 2018,12:03 م

تتساءلُ الأم في كثير من الأحيان عن سبب تفضيل طفلها أو أبنائها بشكل عام قضاء معظم الوقت في بيت الأجداد؟.

الاختصاصية التربوية الدكتورة أمل بورشك، تشرح أسباب هذا الحب والتفضيل في بيت الجد، مستندةً إلى العديد من الدراسات الاجتماعية التي تُفيد بوجود علاقة قوية ذات اتجاهين بين أهمية الأجداد في حياة أحفادهم من جهة، وأهمية الأحفاد ومكانتهم في حياة أجدادهم.

وتُضيف "بورشك" لـ"فوشيا" - نقلاً عن تلك الدراسات - بأن الأجداد يقدمون الحنان والدفء والذكريات الجميلة، ويحافظون على أسرار وملاذ الأبناء عند الخوف من أحد، كما يعتبرونهم امتدادًا لهم فيصلون دومًا لتحقيق أمنياتهم ويُكثرون من الكلمات الجميلة التي تُشجّعهم على العطاء المستمر.

كما أن الأجداد يمثلون التاريخ الأسري، والقدوة الحسنة للعائلة، ويسهمون في تفعيل الحياة الاجتماعية للأسرة للحفاظ على هويتهم الثقافية.



وتُوضّح الاختصاصية التربوية أن للأجداد دورًا تكميليًا في تربية وإرشاد الأبناء كمرجعية أسرية تُعين على استقرار الأسرة إن كان هناك تواصل إيجابي بين الأجداد وأبنائه وأحفاده، ولهم طرقهم المعتمدة على الخبرة والتجربة الحياتية دون انفعال، ليقودوا الأحفاد للتكيف الثقافي مع محيطهم الذي يعيشون فيه، ويكمل الأجداد أيضًا الصورة الأبوية لأحفادهم إذا ما كان هناك نقص ناتج عن الانشغال الزائد لديهم.

ويعدّ بيت الأجداد بحسب الدكتورة أمل مريحًا وجاذبًا للأحفاد، فالشروط قليلة والحرية متاحة والدلال لا حدود له، بالإضافة إلى تحقيق طلباتهم، فالأجداد يحبون أحفادهم بالفطرة، ويتطلعون لملء فراغهم بالتواصل معهم، لامتلاكهم الوقت الكافي ولمنحهم كل الاهتمام المطلوب، في حين ينشغل الآباء بمسؤولياتهم الكثيرة.

كما يحب الأحفاد النوم عند الأجداد لأنهم يجدون بيئةً مريحةً، تمنحهم الثقة بالنفس، وقوة الشخصية، وتتيح لهم فرصة لتحمل المسؤولية والمزيد من الاستقلالية في التصرف، مع عدم التدقيق على عواقب الأمور، إضافة لإثراء أوقاتهم بقصص من الماضي والذكريات الجميلة والبطولات.



وهناك بعض الأمور والمستجدات التي تؤدي إلى غضب الآباء بطريقة غير مباشرة مثل، أن لا يكون هناك وجهات نظر متقاربة لدى الأجداد والأبناء والأحفاد تلبي الاحتياجات المستقبلية لهم جميعًا.

كما أن التعلُّق العاطفي الزائد بالأجداد، يسبب استحداث الأحفاد لسلوكات ضاغطة على آبائهم، ومقارنات مستمرة بين الأجداد والآباء لرغبتهم بمزيد من الحرية والدلال المتاح لدى الأجداد.

والأجداد أيضًا قد لا يتابعون سلوك أحفادهم، وهم يتطلّعون لقضاء وقت ممتع معهم قدر الإمكان.

وقد لا يتقن الأجداد التعامل مع بعض الأمور مثل التفاقم المتسارع في التطور التكنولوجي، والذي قد يتيح للأحفاد إساءة استخدامه أثناء ابتعادهم عن إشراف ذويهم ومتابعتهم بحزم، وقد لا يعي بعض الأجداد أبعاد هذا التطور فيتحول دلال الأجداد إلى نقمة على الأحفاد.

ويحتاج الأجداد لمرافقين ومتابعة علاج ومتخصص للإشراف عليهم فيتطلعون إلى الأحفاد للقيام بهذا الدور، وهنا قد تكون هذه الحالة تفوق قدرات الأحفاد الحقيقية.

وقد يجد الأحفاد مكانة وجدانية لأجدادهم لابتعادهم عن الدور التسلطي الأبوي، وهذا يُدخل الأبناء في مقارنة لا متناهية، ويسبب نوعًا من الصراع الوجداني في العائلة.

ما تأثير ذلك... غضب الأهل أمام الأجداد؟



تقول الدكتورة أمل إن غضب الأهل أمام الأجداد قد يقود إلى استحداث شرخ في العلاقات العائلية، ومهاجمة شخصية الآباء والأمهات وظهور سلوكات عدوانية مبنية على سوء التفاهم، وضغط الأجداد باسم العادات والتقاليد التي قد لا تتوافق مع المستجدات الحالية في تربية الأبناء.

كما أن استغلال الأحفاد لهذا الشرخ، والتهرب من الواجبات المطلوبة منهم، قد يكون بداية لتبني سلوكات تلبي احتياجات الأحفاد الخاصة، ولا تتوافق مع تطلعات العائلة، والتي قد يدعمها الأجداد دون معرفة حقيقة أبعاد نتائجها.

وتختتم الاختصاصية التربوية حديثها بأن الأحفاد يحتاجون لوقت للتأقلم العاطفي بعد العودة من بيت الأجداد المريح، ويدخلهم في انعطاف مشاعري تجاههم يحتاج لبعض الوقت للتخلص منه، وبالتالي على الآباء عدم الانفعال الزائد مع أبنائهم، والاستماع لهم، فقد يبكون أو يصرخون أو يرفضون سماع الكلام لأن ساعة الفراق مؤلمة لهم ويبقون تحت تأثيرها لبعض الوقت فلابد من التصرف بحكمة.

 

google-banner
foochia-logo