يعيشُ الفنان المصري حسن حسني، لحظاتٍ سعيدة خلال الفترة الحالية، بعد تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي بحفل افتتاح الدورة 40 الثلاثاء الماضي، وحصوله على جائزة فاتن حمامة التقديرية عن مجمل أعماله الفنية.
ورغم اعتياد الجمهور على مشاهدة الفنان الكبير، في أدوار الكوميديا والضحك، وعشق براعته في تجسيد الشخصيات بتلقائية، إلا أنه لا يعلم كثيرون مدى الحزن الذي مرّ به في حياته.
حسن حسني صاحب الـ87 عامًا، والذي رسم الابتسامة على وجوه مشاهديه ومحبيه في السينما والتلفزيون، لم تعرف الضحكة طريقها إليه منذ وفاة ابنته "رشا" عام 2013 بعد صراع مع مرض السرطان.
وعاش الفنان القدير فترة صعبة عانى خلالها من حالةٍ نفسيةٍ سيئةٍ بعد فقدانه ابنته التي كان يعشقها لحدّ الجنون، فكان مستعدًا لفعل المستحيل من أجل علاجها، حتى علم من أحد المستشفيات الألمانية الشهيرة بأن حالتها متأخرة وفي نفس اليوم الذي وصل له رد المستشفى، توفت ابنته، لينهار بعدها من البكاء وظل فترة متوقفًا عن العمل.
ومنذُ ذلك الوقت أصبح حسني زاهدًا في الحياة، لا يشعر بطعم السعادة بسهولة، ولم يفرق معه أي تكريم، إذ كان يدخل أعماله الفنية بغرض إشغال تفكيره عما أصابه من حزن جرّاء فقدان ابنته المقرّبة إلى قلبه.
وعلى الرغم من كبر سنّ الفنان القدير، إلا أنه تمتع بصحة جيدة حتى وفاة ابنته، فبدأ التعب يتسلل إليه، ويعد ذلك أبرز أسباب غيابه عن المحافل والمهرجانات الفنية.
وغادر حسن حسني، خلال الساعات الماضية إلى العاصمة الفرنسية باريس لاستكمال علاجه هناك، حيث عاد خصيصًا قبل يومين لحضور تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
يُذكر أن الفنان المصري الكبير عبّر عن سعادته بتكريمه في مهرجان القاهرة، بعد غياب طويل، حيث صرّح قائلًا: "كويس إنهم افتكروا يكرموني وأنا عايش".
وأكّد حسني أن تكريم الفنان أثناء حياته أفضل من كتابة صفحات عنه عقب وفاته، مبديًا سعادته بالحصول على جائزة فاتن حمامة التقديرية.