من هي منى حيدر التي واجهتْ العنصرية وتغنّتْ بالحِجاب في أمريكا؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
28 أكتوبر 2018,5:25 ص

منى حيدر، قصّة الأم السورية، المقيمة في أمريكا، صاحبة أغنية "ألف حجابي" والتي حصدت 5 ملايين مشاهدة، إذْ صُنّفتْ كواحدة من أفضل الأغاني لعام 2017.

أجرت مجلة "أيل" العالمية، حوارًا مع حيدر، القاطنة في ولاية ميشيغان، وكان نصّ الحوار كالتالي:

كيف وصلتِ لعالم الموسيقى؟



دخلتُ عالم الموسيقى، كفنانة وشاعرة، وكنت بحاجة لتحدّي نفسي، وإيصال فنّي للجميع، لذا، قرّرتُ الوصول لأكبر عدد من الناس، ليسمعوا كلماتي، ويعرفوا تجربتي.

أغنية "ألف حجابي" تنتمي لموسيقى الراب فكيف كان شعوركِ حيالها؟

الموسيقى تؤلّف بين الغرباء، وتجمع بين الأشتات من كل حدب وصوب، كنتُ وما زلتُ شغوفة بالموسيقى، واعتبرها اللغة، التي لا تحتاج لكلمات، فهي تعزّز الاختلاف ولا تمحيه، وهو ما أردتُ فعله بالضبط.

ماذا عن ألبومكِ الجديد؟



يسمّى Barbarican، أو باربيكيان، ويضمّ مجموعة من الأغاني الممتعة، والشيقة. وتناولتُ من خلاله قضايا جادّة، بأسلوب لطيف، فتحدثتُ عن الانتماء، ومعنى الإنسانية، بعيدًا عن التمييز والإقصاء، وتكلّمتُ عن الإنسان، بغضّ النظر عن أصله، ودينه، وعرقه من أجل تكريم ذاته، وتقدير نفسه".

وتابعتْ: "سيفهم كلماتي من يكره العنصرية، ويقاومها، ويناهضها بكلّ حواسّه، وبالتالي، سيرى المرأة المسلمة كما أشعر أنا بها، وأقدّم نفسي للناس بأنّني إنسانة في المقام الأوّل، ثمّ مسلمة أمريكية سورية، مغنية راب، وناشطة حقوقية".

حدّثينا عن رسالة الماجستير والتي تحمل عنوان الاستعمار والمسيحية؟



كوني عربية مسلمة، لم أسلمْ من الاضطهاد والرفض، بسبب ملامحي، وحجابي، فتعيّن عليَّ أنْ أبحث بنفسي، عن أصول المعرفة، فتحدثتُ في رسالتي عن المسيحية السامية، واستنكرتُ أنْ تكون دليلاً على التفرقة العنصرية، والتمييز الطبقيّ، والدينيّ. لقد جئتُ مع أسرة مهاجرة، فلقيتُ العنف، والمعاملة القاسية، فتذكرتُ الاستعمار، ورغبته في الابادة الجماعية للبلدان العربية، ونهب ثرواتها، وخيراتها. واليوم أدركتُ معنى حصولي على الجنسية الأمريكية، وعملتُ على تحقيق التوازن بين عروبتي، وحياتي في هذا البلد، وساعدتني بشرتي الفاتحة على تخطّي التفرقة العنصرية.

سافرتِ بمفردكِ للعيش في سوريا للتعرّف على أصلكِ وجذوركِ، كيف تمكّنتِ من ذلك؟



مهما حدث، لن أنسى جذوري، وحضارتي، فمنذ الصِّغر، يراودني هذا الإحساس بمشاهدة بلدي، والتعرّف على تراثي الحضاريّ، ودراسة الحضارة العربية، والإسلامية، فهما جزء من حياتي، ولن أتخلى عنهما مطلقًا.

واختتمتْ: "علينا الوقوف بجانب بلادنا، وشعوبها، ومقاومة الاستعمار بكافة أشكاله، سواء الاستعمار الفكريّ، أو الدينيّ، أو العرقيّ، فالاستعمار لا يقتصر على سيطرة بلد على أخرى، لنهب ثرواتها، وتشريد شعبها، ولكنّه كامنٌ في عقولنا، وفهمنا للحياة، وقبول الأخر. علينا أولا بالتحرّر من القيود، والأغلال المثقلة لكاهلنا، ونتعاون سويًا، لتقبّل الذّات، وحبّ النفس واحترامها، كي يحترمها ويقدّرها الآخرون".

 

google-banner
foochia-logo