غالباً ما تقع الفتاة فريسة ضغوطات كبيرة من أهلها كي تتزوج باكرًا بحجة قدرتها وهي صغيرة على الإنجاب بخلاف إذا تقدّم بها العمر قليلاً، وبالتالي ضعف قدرتها على إنجاب أطفال أصحاء على الأقل.
صحة ذلك؟
الأخصائية النفسية والتربوية الدكتورة سوزان السباتين أيدت ما أثبتته العديد من الدراسات حول قدرة الفتاة على الإنجاب حتى في عمر الـ47، وأنه يُفضّل زواجها في عمر ما بين 20-30 سنة، نتيجة قوة الخصوبة واحتمالية الإنجاب الأكبر.
ولا يعني هذا توقُّف قدرتها على الإنجاب بعد سن الثلاثين، بل يمكنها ذلك، ولكن بحذر من بعض المشاكل التي قد تؤثر بشكل سلبي عليها وعلى طفلها.
في الحقيقة، يختلف جسم كل فتاة عن أخرى؛ فكثير منهنّ تزوجنَ في سنّ العشرينيات، وتأخرنَ في الإنجاب، وأخريات تزوجنَ في سنّ الثلاثينيات وأنجبنَ أطفالاً أصحاء وعوضنَ السنوات السابقة، كما رأت السباتين، ما يؤكد أن المسألة لا تتعلق بالعمر إطلاقًا.
هل الأولوية للإنجاب؟
في الواقع، لا يعني تأخُّر زواج الفتاة قبولها بمَن لا يملك المواصفات التي تريدها في شريك الحياة، أو حرمانها من فرصة التعليم والوظيفة والتمتُّع بحياتها؛ ففرص الزواج متوافرة وعليها عدم فقدان الأمل كلما تقدّمت في العمر، بل تصبح أكثر نضجًا وحكمة في اختياراتها وقرارتها.
وكانت الأخصائية السباتين قد دعت إلى عدم الاهتمام للضغوطات التي تواجهها، والحفاظ على موقفها، إذا لم يُقنعها الشاب المتقدِّم لخطبتها. والتركيز على ما إذا سيكون زواجها منه مناسبًا وناجحًا يسوده الحب والأُلفة والاستقرار.
وفي الوقت نفسه، إذا وجدت في الشاب المواصفات الأساسية التي كانت تحلم بها، دعتها لعدم التردد بالقبول به، فالفرصة الجيدة قد تأتي ولن تعود مرة أخرى، وأنه مهما بلغت من مناصب وجاه تبقى بحاجة فعلية إلى تأسيس عائلة صغيرة، فالشعور بالأمومة لا يُعوَّض.