فازت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، بمنصب نائب الرئيس للاتحاد الدولي للناشرين، لتصبح أول امرأة عربية تتولّى هذا المنصب، وثاني امرأة على مستوى العالم، منذ تأسيس الإتحاد قبل 122 عامًا.
وجاء فوز الشيخة بدور بنت سلطان، خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد، الذي عُقد في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، مساء الثلاثاء الماضي.
ويُعتبر فوز الشيخة بدور بهذا المنصب الدولي، إنجازًا عربيًا إماراتيًا، في صناعة النشر على المستوى الدولي، كما يأتي نتيجة لجهودها الكبيرة في دعم، وتطوير صناعة النشر العربي والإماراتي.
ونجحتْ الشيخة، منذ تأسيسها لجمعية الناشرين الإماراتيين في انضمام عدد من الدول العربية إلى الاتحاد الدولي، وخلق تقارب أكبر بين صنّاع النشر في الوطن العربي من جهة، والعالم من جهة أخرى. كما أرستْ عبر سلسلة شراكات مع مراكز صناعة الكتاب العالمي، جملة من الأسس والقواعد المهنية، لممارسة النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت الشيخة بدور القاسمي في هذه المناسبة: "إنّ صناعة النشر تختلف عن كافة الصناعات الأخرى، التي عرفتها البشرية كونها إنتاج وجداني، وسعي الإنسان لمخاطبة عقول البشر ووجدانهم بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، لذا، لا يمكن لها أنْ تزدهر بدون تجاوز حدود الجغرافيا والأعراق ، وبدون أنْ تكون سببًا للتفاهم والتآلف بين البشر".
وأضافتْ: "لهذه الأسباب أشعر بالاعتزاز، والمسؤولية الكبيرة، بعد اختياري لتولّي مهام نائب الرئيس للاتحاد الدولي للناشرين، وسأبذل ما في وسعي، لأضيف على منجزات الاتحاد، التي حقّقها زملائي منذ تأسيسه حتى الآن".
وأكّدت، أن هذا الإنجاز يعكس الحضور الثقافي، والحضاري، الذي نجحت إمارة الشارقة، والدولة في تقديمه للعالم، حيث باتتْ حركة النشر المحلية، نموذجًا يحتذى به، خلال أعوام قليلة، فتح فيها الباب على العمل المهني الاحترافي، في صناعة الكتاب، وتجاوز أشواط طويلة، فيما يتعلّق بحقوق الملكية الفكرية، ومجمل قضايا الحقوق، سواء منها المتعلّقة بالناشر، أو المؤلف".
وتابعت الشيخة بدور القاسمي: "إنّ سياسة العمل وتوجهاته، من خلال هذا المنصب، تنعكس بشكل كبير على واقع تجربة النشر العربية والعالمية، الأمر الذي يضعني، ومجمل الناشرين، والهيئات المسؤولة عن قطاع الاستثمار الثقافي في العالم، أمام مسؤوليات جديدة، ينبغي فيها التعاون، للوصول إلى بيئة أعمال آمنة، ونامية على المستوى المحلي، والعربي، والعالمي، فالكثير من تحديات النشر، يمكن تجاوزها من خلال تعزيز فرص الحوار البناء، ومد جسور العمل المشترك لتحقيق ما نسعى إليه من طموحات وآمال".
وتحفل سيرة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، بالعديد من الإنجازات البارزة في خدمة قطاع النشر، فهي المؤسّس، والمدير التنفيذي لمجموعة "كلمات"، أول دار نشر إماراتية، متخصّصة حصريًا بنشر كتب الأطفال في اللغة العربية، والمؤسّس، والرئيس لـ"جمعية الناشرين الإماراتيين"، التي نالتْ بفضل جهودها، العضوية الكاملة في "الاتحاد الدولي للناشرين" في العام 2012.
كما أسّست الشيخة بدور المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفرع الوطني لـ "المجلس الدولي لكتب اليافعين"، إضافة إلى أنّها أول امرأة عربية يتمّ انتخابها لعضوية "اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين"، في العام 2014.
يُشار، إلى أنّ الاتحاد الدولي للناشرين، يعتبر من أعرق المنظمات المهنية الدولية بالعالم، والتي تضمّ الاتحادات الوطنية والإقليمية للناشرين، وتمثّل من خلال أعضائها مصالح الآلاف منهم حول العالم.
وتأسّس الاتحاد في العام 1896 في باريس، ويقع مقرّه الرئيسي في جنيف، سويسرا، ويضمّ في عضويته أكثر من 70 منظّمة، وجمعية للناشرين، من نحو 65 بلدًا حول العالم.