يحدث أحيانًا، أنْ تُدلي الزّوجة أمام أقاربها، وصديقاتها، بمعلومات غير صحيحة عن زوجها، بما يخالف حقيقته وسلوكياته الإيجابية معها، خِشية أنْ تُحسد، وتُصاب بالعين، جرّاء النّعيم الذي تعيش به. فهل يمكن أنْ تفعل الزوجة ذلك؟
كذب لمنع الحسد
الاختصاصية النفسية، والتربوية، الدكتورة سوزان السباتين بيّنت لـ "فوشيا"، إمكانية حدوث ذلك، وأنّ هناك بالفعل زوجة قد تصف زوجها بصفات ليست فيه، إذا سُئلتْ عن تعامله معها، حتى لا يغرنَ منها، ولا يحسدنَها.
بالمقابل، هناك أخرى، تمدح زوجها، ومدى اهتمامه بها، وكثرة الهدايا، التي يهديها إياها، وتتحدّث عن صفاته الحقيقية من باب إغاظة الأخريات، وعدم فتح المجال لهنّ، بإظهار الشماتة بها. وهذا يُعدّ نقصًا في شخصيّتها، كما رأتْ الاختصاصية.
لماذا تفعل ذلك؟
أشارتْ السباتين، أنّه ورغم وجود الحسد في جميع الثقافات، يبقى الخوف والحذر من الإصابة به، أمرٌ متوارث، وربّما لهذا السّبب، تخاف الزّوجة من قول الحقيقة، بل وترسم تصوّرًا مخالفًا عن شريكها، يضطرها أحيانًا، إلى الانطواء، والحدّ من التّعامل مع الناس.
وكانت الاختصاصية قد ردّت هذا الخوف إلى تربيتها، وتنشئتها الأسريّة، التي ربّما وقعتْ في فخّ الحسد والغيرة، وطغتْ المشاكل الأسريّة أغلب تفاصيل حياتها. لهذا وجدت في الابتعاد عن الناس، أفضل طريق لـ "راحة البال والرأس".
الحرص فقط
لهذا كلّه، دعتها الاختصاصية إلى كتم الخصوصيّات، ولكنْ ليس لدرجة الخوف الشّديد، على كلّ كبيرة وصغيرة، وطالبتها بذِكر محاسن زوجها، من باب تقديره، وفرض احترام الآخرين له، على أن يكون ذلك، أمام الأشخاص المقرّبين، والذين تثق بهم.
أما في حالة الزوجة الثانية، والتي لا تريد شماتة أحد بها، نصحتها السباتين بضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية وراء مشاكلها مع زوجها، والعمل على حلّها، من خلال التّفاهم، وتحمّل المسؤولية، وتعديل بعض السلوكيات، والصَّبر، والتكيّف مع الواقع، بدلاً من إفراطها في التفكير في إغاظة غيرها.