تشكّل الفتاة الموظَّفة في وقتنا الحالي، عامل جذبٍ للشباب، للارتباط بها، كي تستطيع إعانته ماديًا، في ظروف الحياة الصعبة.
بالمقابل، هناك من يشترط على الفتاة ترك وظيفتها، ربما لاكتفائه ماليًا، أو لأنّ وظيفتها التي تُجبرها على الاحتكاك بالرّجال، لا تتناسب مع رؤيته، وتُثير غيرته، أو ربّما لأنّ وظيفتها تُشعره بالدونيّة، إذا كانت متفوِّقة، وذات منصب.
والتساؤل: لو تقدّم لخطبة الفتاة شابّ كامل المواصفات، ويَشترط عليها الاختيار بينه، وبين وظيفتها، ومنصبها، فأيهما تختار؟
الوظيفة أم الزّوج؟
عن هذا السؤال، أجابت الاختصاصية النفسية، والتربوية، الدكتورة سوزان السباتين، أنّ الأمر يعتمد على قناعة الفتاة نفسها، وأيّهما تُوليه الأولوية والأهمية: الوظيفة، أم الزوج، وتكوين الأسرة.
بالمقابل، هناك مَن ترفض شرط الرجل، بترك وظيفتها، وتتمسّك بها أكثر، خاصّة إذا كانت تحقّق لها الاستقلال المادي، والشعور بتحقيق ذاتها، في ظلّ ظروف متغيّرة، لا يُؤْمن جانبها. وبالتالي، تكون وظيفتها، السّلاح الذي يحميها من شتّى الظروف، على حدّ تعبيرها.
وقالت السباتين: نظرًا لاختلاف دور المرأة الحالي، وتعليمها، ومن ثمّ تولّيها مناصب مهمّة، وبحثها المستمرّ عن النجاح والارتقاء، فإنّها حتمًا ستجد في الوظيفة ضمانًا لمستقبلها. وهذا ما يوجب على بعض الرجال من البداية، اختيار الفتاة غير العاملة، كي لا يوقعها في حيرة الاختيار بينه، وبين وظيفتها.
هي الأعرف بأولويّاتها
في كلّ الأحوال، يتوجّب على الفتاة اتّخاذ القرار الذي يتناسب مع ظروفها، ورؤيتها المستقبلية؛ فإنْ كان الزواج يحقّق لها الاستقرار، والأمان ويشغل تفكيرها، بعد تقدّمها بالعمر، يمكنها التخلّي عن وظيفتها، والقبول بالزواج.
بالمقابل، لو كانت وظيفتها ذات دخل مرتفع، وتزيد من خبرتها، وتصقل مهاراتها، وتجد بها القدرة على الانسجام مع الآخرين ومواجهة ضغوطات الحياة، لها حرية التمسّك بها، كما رأت السباتين.
وباعتقاد الاختصاصية، على الفتاة اختيار أيّ السّلاحيْن تريد أنْ تمتلك، في ظلّ حوادث عديدة يتعرّض لها الزوج، تضطرها للبحث عن تدبير الأزمة لوحدها، ما يؤكّد أنّ وظيفتها هي المُنقِذ الوحيد لهما.
لذا، على الرجل تفهُّم أهمية عملها، وتحفيزها معنويًا، ونفسيًا، حتى وإنْ كانت وظيفتها مختلطة، فذلك لا يعني عدم التزامها، ما دامت قادرة على فرض احترامها أمام الآخرين.