هل سألنا أنفسنا ماذا نفعل أمام أطفالنا؟ هل نُمسك هواتفنا النقّالة أم نتسوّق أم نتكلم طوال اليوم مع الأصدقاء هاتفيًا؟
الأطفال يتعلّمون بالتقليد لا بالتلقين.. فإذا أردتي تعليمهم مهارة معينة، مع عليكِ سوى أن تُطبّقي ذلك أمامهم.
الخبيرة التربوية/ وكاتبة وقارئة قصص الأطفال ضحى خصاونة توضّح كيفية تحفيز الأبناء على القراءة والمطالعة في ظل انتشار وسائل التكنولوجيا وسيطرتها على عقول الكبار والصغار معًا:
لكي ننمّي حبّ القراءة لديهم علينا أن نحوّلها لعادة ترافقهم منذ الصِّغَر، وإعطاء القراءة أهميّة كبيرة فهي تعدُّ الطّعام الفكري والروحي لهم.
فكما يتم تخصيص وقت لوجبة من الطّعام، كذلك خصّصوا وقتًا لقراءة قصّة ورقيّة، والجميل أن تكون قبل النّوم، حتّى تتمثّل أحداث القصّة وتصوّراتها التّخيلية أثناء النّوم.
قناعة الطفل بالقراءة وفوائدها
سوف يقتنعون حينما يعلمون أن التّعليم الذّاتي هو الذي يُثري العقل، فهنالك مقولة للبروفسور آلبرت آينشتاين "التعليم المدرسي سيجلب لك وظيفة.. أما التعليم الذاتي فسيجلب لك عقلاً"، فهذه المقولة وحدها كافية، لأن نُمعن النظر فيها في ظلّ العصر التكنولوجيّ.
ما هو العمر المناسب لتعليم الطفل "حب القراءة"
يبدأ قبل الولادة وَالطِّفْل في رحم أمّه؛ الجنين يسمع كلّ ما حوله، لذا إذا أردّت طفلك قارئًا اجعليها عادة لكِ، وهو في رحمكِ اقرأي له ودعي زوجك أيضًا يقرأ معك، وبعدها حينما يخرج الجنين للحياة يتم أيضًا قراءة القصص له.
ولكن هذه المرة مع صور حيث يوجد للأشهر الأولى قصصٌ بالأبيض والأسود، فالأطفال حينما يولدون لا يرون الألوان كما نرى، وبعدها التّدرج للقصص المصنوعة من القماش ثم الكرتون المقوّى وبعدها الورقي، فالأطفال يتعلمون في بداية مشوارهم للحياة حسيًّا.
المعرفة قوة.. والقراءة هي المعرفة
القراءة تصقل الشخصية وتمنح الثّقة، وتزوّد الطّفل بالثروة اللّغوية التي ستمكّنه من أن يحاور من حوله بالمنطق والهدوء، كذلك ستصنع منه قائدًا قادرًا على حلّ المشكلات وتخطّي المشكلات قبل وقوعها حتّى.
والقراءة أيضًا، ستصنع منه أفضل شخص ليُخاطب الناس بمواضيع تؤثر بهم وبحياتهم.
استراتيجية "الأصابع الخمسة" في اختيار الكتاب:
هنالك استراتيجية اسمها "الأصابع الخمسة" وتعليمها بسيط جدًّا ضمن الخطوات التالية:
يختار الطّفل قصّة من مجموعة قمتم أنتم الأهل أولاً باختيارها ضمن فئته العمرية بعدها يختار صفحة عشوائية من الكتاب الذي اختاره.
- اجعلي طفلك يرفع يده ويمدّ أصابعه.
- دعيه يقرأ الصفحة التي اختارها عشوائيًا.
- يطوي إصبعًا في كل مرة تصادفه كلمة لا يعرف معناها.
- إذا انتهى من قراءة الصفحة وكان لا يزال إصبع واحد ممدودًا على الأقل، يكون هذا الكتاب على الأغلب مناسبًا لقدراته.
وهذه الاستراتيجية نعلّمها لأطفالنا حينما يصبح قادرًا على القراءة لوحده. وبالطبّع هنالك عدّة استراتيجيات أخرى يُمكن الحديث عنها لاحقًا.