لا يمكن وصف سعادة الفتاة، عندما تحصل على هدية، خاصة إنْ كانت "دُمية مميّزة" ترتدي ثيابًا جميلة، ولها شعرٌ مصفّفٌ بعناية، وعينان لامعتان، وابتسامة تشعرُ من خلالها بالفرح والطمأنينة.
وفي كثير من الأحيان، تتعلّق الفتاة بـ"دميتها" فتصبح صديقتها، تعتني بمظهرها، ولا تسمح للآخرين بلمسها أحيانًا.. ومع مرور السّنين، قد ترافقها إلى بيت الزوجية.
وهنا نتساءل؟؟ ما هي أسرار تعلّق الفتاة بـ "دميتها"؟
قالت الخبيرة التربوية، أسماء طوقان، إنّه وفي المراحل العمرية الأولى، من حياة الطفل، يكون تعلّقه واضح بوالدته، ولكن عندما يبدأ بالملاحظة، والإستيعاب، فإنّه يدرك أنّ والدته مُنفصلة عنه، فيبحث عن بديل، أو يعوّض نفسه بشيءٍ آخر، يبقى معه أينما ذهب، ويشاركه تفاصيل يومه. وهنا يبدأ تعلّق الطفل بالدُّمية، حيث لا يرغب بمفارقتها، خاصة في المنزل، فمن وجهة نظر الطفل، فإنّ تلك الدُّمية تشعره بالأمان، وتغنيه عن الشعور بالوحدة.
وأكّدتْ طوقان، أنّ تلك الحالات، تظهر عند الإناث، أكثر من الذكور، لأنّ الأنثى بطبيعتها عاطفية، تبحث عن الأمان العاطفيّ، فقد تتّخذ من دُميتها صديق أو صديقة لها، تشاركها جميع لحظاتها، وترافقها أينما ذهبتْ، فعندما تشعر بالضيق، أو الحزن، تتخيّل أنّ دميتها تشعر بها، وقد تتحدّث معها، وتشاركها همومها، ومشاكلها البسيطة، لإعتقادها أنّ "دميتها" هي أكثر شيءٍ يمكنها الوثوق به، وأنّها تنصتُ إليها جيدًا، ولا تفشي أسرارها لأحد!
وبهذه الطريقة، تُعبّر الطفلة عن مكنوناتها، وعمّا يدور بداخلها، فترافقها الدُّمية طوال فترات حياتها، لشدّة تعلّقها بها، وقد تأخذها معها إلى منزلها، حتى بعد زواجها، لأنّها تربطها بذكريات مُعيّنة، أو لشعورها بالأمان بقربها.
وأشارتْ طوقان، إلى أنّ للأهل دورًا كبيرًا في توليد هذا السُّلوك عند طفلتهم، من خلال أمور متعدّدة، منها: إهمال الأمّ لطفلتها، عندما تراها معتمدة على نفسها، أو عندما ترزق بمولود آخر، أو عدم التّحاور مع الطفلة، ومناقشتها عمّا حدث معها خلال يومها، للانشغال بالعمل، أو غيرها من الأسباب، التي تُبعد الأمّ عن التّفاعل مع ابنتها، بشكل صحي.
وأغلب الفتيات، يكون لديهنّ سلوك التعلّق، أو اضطراب التعلّق المرضيّ، ليس فقط مع الدّمى، بل مع أشخاص معيّنين أيضًا، ويمكننا ملاحظة ذلك، من خلال سلوكياتهنّ.
يجب على الأهل أنْ يقدّموا بدائل لأطفالهم، حتى لا يتعلّقوا بشيءٍ واحد، فمثلا إنْ لاحظتْ الأم تعلّق طفلتها بدمية معيّنة، عليها أنْ تُحضِرُ لها ألعابًا أخرى، أو أنْ تسجّلها بنادٍ رياضيّ أو ثقافيّ، أو أنْ تقدّم لها ألوانًا، ودفتر رسم، ومعجون، والعديد من الألعاب الترفيهية، التي تمكّنها من التّواصل مع أقرانها، لتنمّي لديها مهارات التّواصل الاجتماعيّ، وتجنّبها الشعور بالوحدة، فيما بعد.