الألوان من العوامل التي تُؤثّر على استقرار النظام النفسي للإنسان، كما أنها لغة تواصل تؤثّر على خلايا العقل البشري والجهاز العصبي، من خلال آلية فسيولوجية معينة.
ولكلِّ لون رمز ودلالة معينة تؤثّر على الدماغ، وذلك عن طريق تحليل الجهاز العصبي ومعالجته للضوء في مراكز الإبصار، لذلك تتأثّر عاطفة الإنسان ومشاعره وبالتالي سلوكه.
وينصحُ الأطباء والعلماء أن نتعرّف إلى طاقة الألوان الإيجابية والسلبية وما تتركه من أثر على النفسية، فمثلاً، اللون الأزرق يدل على الوفاء والإخلاص والولاء، لذا نجد شعار شركة "فيسبوك" باللون الأزرق، فهو يُعطي شعورًا بالوفاء والالتزام بين الأصدقاء على التطبيق أكثر من الواقع، لذلك ينصح علماء النفس بارتداء هذا اللون في أول مقابلة عمل لك.
ويعدُّ اللون الأزرق من الألوان الباردة التي تُعطي شعورًا بالأمان والهدوء والاستقرار النفسي، فعندما تشعرين بالانفعال والغضب يُنصح بتأمل هذا اللون حتى يعمل على تخفيف معدل نبضات القلب وضغط الدم، وإخماد الغضب الداخلي، بالإضافة إلى المساعدة في تقليل مستوى التوتر العضلي ومعالجة الروماتيزم.
وبناءً على ذلك، قامت اليابان بوضع أضواء زرقاء عند نهاية الأرصفة في محطات القطارات بهدف تقليل نسبة الانتحار المنتشرة بكثرة، وحققت هذه الوسيلة نجاحًا كبيرًا حيث انخفضت نسبة الانتحار بنسبة 78 بالمئة في المحطات.
كما أشارت دراسات جديدة بفعّالية الضوء الأزرق في عملية علاج مدمني المخدرات وردعهم عن التعاطي وتخليصهم من الإدمان.
وللألوان الباردة الأخرى آلية عمل مشابهة للون الأزرق، مثل البنفسجي والأخضر. ويرمز اللون الأخضر للطبيعة والنشاط والشباب. عند رؤية اللون الأزرق والأخضر في النهار تُفرز مادة الكورتيزول الذي يعمل على رفع مستوى النشاط والحركة.
والآن، هل ستعتمدين الألوان الباردة؟