تشعر الأمهات بالقلق والتوتر في أول أيام الدوام المدرسي، خصوصا من كان لديها طفلٌ سيتعدى مرحلة رياض الأطفال، وسيحط قدمه في الصف الأول الإبتدائي، فهل ستتغلب على مخاوفها في هذا اليوم؟
كما أن طفلك اعتاد على اللعب، ومشاهدة التلفاز، واستخدام الأجهزة الذكية، وتناول الطعام بأوقات مختلفة، والنوم بأوقات متأخرة، فماذا ستكون ردة فعله جراء استيقاظه باكرًا والتوجه لعالم جديد لا يدري هل سيكون جميلاً أم لا؟
تعددت ردات فعل العديد من أمهات طلاب الصف الأول الابتدائي، بحسب سلوك الطفل واندماجه مع الأجواء المدرسية.
فقد تلاشت مخاوف أمهات رافقن أطفالهن للمدرسة في اليوم الأول، لحظة استقبالهم بالورود والهدايا، أو بإعداد بعض المدارس حفلا لاستقبال الطلبة في العام الدراسي الجديد.
ولم تتمكن أمهات من السيطرة على بكاء أبنائهن، فهناك من تشبث بيد والدته ورفض تركها.. وآخر رفض الانضمام لزملائه الجدد بشتى الوسائل والطرق.
وهناك من تنبهت واستعدت للأمر مسبقا، من خلال زيارتها وطفلها للمدرسة قبل هذا اليوم، وعليه تعرف على معلماته ومرافق المدرسة؛ ما جعله يعتاد المكان.
وبحثت بعض الأمهات عن وسائل وأساليب تربوية حديثة للتعامل مع الطفل في المراحل الأساسية الأولى، وسعت لتطبيقها بالتعاون مع المعلمات والمرشدة التربوية.
عزيزتي الأم.. لا تقلقي على طفلكِ في "صفه الأول" تقدمِ لك التربوية أسماء طوقان مجموعة من النصائح والأساليب التربوية الصحيحة للتعامل مع طفلك في هذا اليوم:
اعتاد الطفل في مرحلة الطفولة الأولى العيش في بيئة معروفة وآمنة بالنسبة له، وهي المنزل، لذا على الأم أن تقوم بتهيئة طفلها نفسيا قبل انتقاله إلى مرحلة المدرسة، وذلك من خلال التحدث عن المدرسة أمامه بطريقة مباشرة وغير مباشرة، بأنها مكان آمن وجميل وفيها العديد من الأطفال الرائعين وينتظرونه بفارغ الصبر لتكوين صداقات.
وعليها إخباره بأنه سيذهب إلى المدرسة ويرجع إلى المنزل، مع التأكيد بأنه سيرجع ليطمئن نفسيا، وستكون بانتظاره، وتعد له وجباته المفضلة، وأن يشعر الطفل بأنه مميز ويرغب الجميع في التعرف عليه في المدرسة.
وإعلامه بوجود معلمات لطيفات، وتخبره أنه الآن أصبح طفلا كبيرا يمكنها الاعتماد عليه، بحيث يدخل المدرسة ويجعل الآخرين يحبونه ويعرفهم عن نفسه.
وتقوم الأم بعمل مسرحية صغيرة من خلال الدمى تمثل بها طلاب الصف والمعلمة، وهو يمثل نفسه بدمية أخرى، وتقوم الأم بسؤاله بعض الأسئلة، "تلعب دور المعلمة هنا"، وهو يقوم بالإجابة وأيضا يحضر أسئلة بنفسه ماذا ممكن أن يسأل زميله حتى يتعرف عليه، والأم تساعده بالأسئلة وهكذا.
وتخبره والدته بأن المدرسة ستقيم العديد من النشاطات الترفيهية، وممكن تعرض أمام طفلها بعض مقاطع "اليوتيوب" عن أنشطة تقام بالمدرسة، ليرى بنفسه ويصدق.
وأن تقوم الأم بالتجهيز للمدرسة بمساعدة طفلها، ولا أنصح الأم بالذهاب بمفردها إلى السوق، بل يرافقها، وتجعله يختار بنفسه حقيبته وقرطاسيته وملابسه، ليتشوق الطفل وينتظر اليوم الذي سوف يقوم بإرتداء ما قام بشرائه بنفسه ،وهذا أيضا يزيد من ثقة الطفل بنفسه.
بعد رجوع الطفل من المدرسة على الأم أن تسأله عن كل شيء حصل معه، وذلك إما من خلال طلبها بأن يقوم برسم ماذا حصل معه اليوم؟ أو أن تطلب منه التمثيل أمامها، لتتأكد من وجود مشكلة أم لا، وتعوده على أن يخبرها كل ما يحصل معه بطريقة غير مباشرة.
على الأم أيضا أن تظهر لطفلها مشاعر سعادتها وحماسها بأنه سوف يدخل المدرسة، وأنه سوف يقوم بتعليمها أمورا قد نسيت بعضها لتشعره بتعاونها ودعمها له.
وممكن للأم أن تقرأ دائما لطفلها قصصا عن المدرسة، ممكن من تأليفها وتجعل طفلها "بطل القصة".
وإذا بدأ بكاء الطفل في يومه الأول، يجب معرفة السبب، سواء قام زميله بضربه أم أن تكون لديه مشكلة "رهاب اجتماعي"، وهنا يجب دعمه، من خلال الكلام الجميل عنه لتعزيز ثقته بنفسه، وتشجعه على أي شي بسيط يعمله لكسر "الخجل" بالتدريج، وتقوم بزيارة للمدرسة ومدحه أمام زملائه.