لم يطلق الموسيقيون العرب صفة "غذاء الروح" على الموسيقى من فراغ، لعلمهم باحتياجنا جميعاً إلى الغذاء لنستمر في الحياة، ولأن من يسمعها تترك في روحه الأثر العميق.
وكمّ من موسيقى ارتبطت بذكريات المرأة، ولم تكُفّ عن ترديدها طوال الوقت، كونها تجدد لها الحنين والشجن بما تحمله من مواقف حزينة أو سعيدة.
علاج نفسي
عن هذا الموضوع، أوضحت الأخصائية التربوية للعلاج بالموسيقى نانسي عطيات لـ "فوشيا"، أن المرأة بتركيبتها الخاصة تفوق الرجل برومانسيتها ومشاعرها. ومن هذا المنطلق، نجد أن دوراً أساسياً تلعبه الموسيقى في تحسين مزاجها وحالتها الانفعالية، لارتباطها بمواقف حياتها المتنوعة في مختلف مراحل المراهقة والخطوبة والزواج.
وقد تشكل الموسيقى الهادئة العلاج لأمراضها النفسية والعصبية والجسدية، كما بيّنت عطيات، فضلاً عن تيسير الولادة؛ فالموسيقى الصاخبة تزيد من الانفعالات والتوتر؛ ما يؤدي إلى انقباض في الرحم، وزيادة نسبة الهرمونات وارتفاع الأدرينالين، الذي ينعكس عليها وعلى الجنين معاً.
ولأن الموسيقى، مهدئة للأعصاب ومفكّكة للأحزان، فقد أصبح العلاج من خلالها واقعاً حقيقياً؛ فعندما تستمع الأم خلال فترة حملها للموسيقى، ستلاحظ بأن الجنين بدأ يتفاعل معها، وبدأ بالتحرك وركلِها، خاصة في الأشهر الأولى، كما قالت عطيات.
وبحسب الدراسات أيضاً، فإن استماع الأم للموسيقى الهادئة والكلاسيكية يزيد من إدرار حليبها؛ ويخفف من تأثيرات بكاء الرضيع وتشنجاته أحياناً. وهذا ما ينصح به الأطباء أثناء فترة الرضاعة للفائدة التي تعود عليها وعلى طفلها.
الموسيقى وعلاقتها بالجنين
تظن الحامل، كما تشير عطيات، إلى أن جنينها في الرحم لا يسمع شيئاً، إلا أن الحقيقة تخالف ذلك، إذ يسمع كل الأصوات، ويميزها ويحفظها. فما استنتجه الباحثون بعد إجراء اختبارات على الأجنة تعرضت لسماع الموسيقى، أن نسبة ذكاء هؤلاء الأطفال بعد ولادتهم تفوق نسبة الأطفال الآخرين في عدة جوانب، نتيجة تحفيزهم بالموسيقى.
وقت للموسيقى
جملة من النصائح قدمتها عطيات لكل امرأة تنتابها مشاعر حزن أو قلق أو ضغوطات حياتية، تدعوها فيها لأن تمنح نفسها بضع دقائق، تستمع فيها لموسيقى تهدئ من أعصابها وتغير من مزاجها ونفسيتها للأفضل.
فلو أخذت قسطاً من الراحة وهي في عملها أو بيتها، ووضعت السماعات في أذنيها واستمعت للموسيقى الكلاسيكية، بالتزامن مع احتسائها فنجان قهوة مثلاً، فإنها بهذه الطريقة تستعيد حيويتها وانتعاشها ونشاطها من جديد.
وبقناعة الخبيرة التربوية عطيات فإن أوقات انتقاء أنواع الموسيقى يختلف تماماً ما بين الصباح والمساء، والمكان والمزاج كذلك، فالموسيقى التي يُقصد من ورائها استثارة الفرح تختلف عن التي تستهدف الاسترخاء.