"جلست والخوف بعينيها.. تتأمل فنجاني المقلوب.. قالت: يا ولدي.. لا تحزن.. فالحب عليك هو المكتوب يا ولدي"، ارتبطتْ كلمات هذه الأغنية بـ"قراءة الفنجان" وتنبؤ "الفتّاحة، العرّافة" بطالع الحظ، وهذا الأمر ليس جديدًا، أو مبتكرًا.. لكنّه يُثير الدّهشة عندما نراه منتشرًا "إلكترونيا"، عبر تطبيق اسمه "قارئة الفنجان"!
شهد هذا التطبيق تفاعلاً كبيرًا من فئة الشباب، وبخاصة الفتيات اللواتي يَخفنَ من المستقبل، سواء في حياتهنّ الأسرية، أو التحصيل الدراسيّ، أو العمل، أو العاطفة. فلم يكن منهنّ سوى "تحميل التطبيق"، على هواتفهنّ الذكية.
يجذب التطبيق الفتيات، كونه لا يتطلّب جهدًا، أو وقتًا، في تفسير فنجان القهوة، فما عليها سوى اتّباع ثلاث خطوات بسيطة:
أولا: إلتقاط صورة من داخل الفنجان، وبعد الإنتهاء من تناول فنجان القهوة، تقوم بإلتقاط صورة فنجان القهوة، والصّحن، ومن عدّة جوانب، ثمّ تدخل بياناتها، وتختار "المفسّر" وترسل لتفسير الفنجان، الذي يكون حاضرًا قبل غسله!
تنتشر العديد من ردود الفتيات، حول "قراءة الفنجان"، عبر هذا التطبيق، فإحداهنّ قالت: "كنت بالأول اخدة الموضوع تسلاية وهيك مسخرة.. بس يوم عن يوم صرت شك أنه الحكي يلي عم يتفسر عم يصير واقع معي يعني عنجد رائع".
وأخرى، عبّرتْ عن رأيها، "صارلكم سنة تحكوا سوف تسافر للإسترخاء والراحة والترفيه.. ولسا ما سافرت.. وسوف تحصل على مبلغ من المال وما وصل".
ونشرتْ فتاة تعليقها، "تطبيق رائع.. وأحيانا كلامه صح قبل فترة كنا كل مرة نقرأ فناجين أحد من العائلة يطلع في مولود جديد في الطريق، وفعلآ بعد فترة أختي صارت حامل رغم انها كانت تعاني مرض وما تقدر تحمل".
وترى العديد من السيدات في "قراءة الفنجان إلكترونيا"، وسيلة للترفيه والتسلية، وبخاصّة، في الجلسات الصباحية، أو تجمع فتيات الجامعة، أو بين الصديقات، وأحيانًا تفضّل الفتاة قراءته بمفردها، لتحتفظ بتلك الأسرار لنفسها.
أما عن كيفية معرفة الفتيات بهذا التطبيق، فهناك من علمتْ به إحدى زميلاتها في الجامعة، وأخرى، شعرتْ بالدهشة، عندما رأتْ إحدى الفتيات تقوم بقلب الفنجان، في إحدى "الكافيهات"، أمام صديقاتها، ممّا دفعها للتساؤل، والإستفسار، لتعلم أنّها تتلقّى "حظها" إلكترونيًا!.
تطبيق "قارئة الفنجان" متعدّد اللغات، منها التركية، والعربية، والإنجليزية، والإسبانية، وهو منتشر بشكل كبير في العالم، ويتداوله أكثر من 25 مليون مستخدم، وأكثر من 750 مليون قراءة فنجان.
ويرى الخبير الاجتماعي، الدكتور حسين الخزاعي، أنّ اختراق التكنولوجيا للعديد من جوانب الحياة، ساهم في انتشار مثل هذه التطبيقات، ومنها تطبيق "قارئة الفنجان"، التي تلجأ له العديد من الفتيات، الباحثات عن "التنبؤ بالمستقبل"، أملاً في تلقّي أخبار سارّة.
ويضيف، كما أنّ هذه الوسيلة الإلكترونية سهلة، لا تكبِّدها زيارة "الفتاحة أو العرافة"، كما أنّ حصولها على المعلومة، يتمّ بشكل سريّ، فما عليها سوى تحميل التطبيق، وإرسال "مسج" للمفسرين.
ويؤكد الدكتور خزاعي، بأنّ هناك فتيات "متشوِّقات" لسماع الأخبار السعيدة، التي نتبِّئهم بمستقبلهم العاطفيّ، أو العمليّ، أو الدراسيّ، وعليه يتّخذونه ملاذًا للتفاؤل والأمل! وهذا غير صحيح، فهناك العديد من التفسيرات الخاطئة.
ويحذِّر الدكتور الخزاعي، متابعي هذه التطبيقات، ومستخدميها، بأنّ أغلبها "وهمية"، خاصّة وأن 80% من مطالب، ومشاكل الشباب، والفتيات متشابهة، لذا تكون القراءة، أو التفسير قريبًا للواقع أحيانًا، وأغلبها تدور حول الحسد والغيرة.
ويَلفتُ، بأنّ هذه التسلية "لحظية"، وإذا تحوَّل الأمر لإدمان بشكل يوميّ، فهذا حتمًا سيؤثّر على أفكار، وسلوك الفتاة، وحالتها النفسيّة فيما بعد.