يعتقد بعض الموظفين أن العلاقة والمزاح والنقاش بين الزملاء في المكاتب المفتوحة يزيد من جمالية وإنتاجية العمل، فيما يرى آخرون أن مسألة خصوصيتهم الشخصية والعملية تكاد تنعدم مع وجود الجميع حوله، ما يؤثر سلبًا على إنتاجيتهم وأدائهم.
ميّزات العمل في المكاتب المفتوحة
عن هذا الموضوع، أشارت خبيرة الإتيكيت والبروتوكول سوزان القاسم إلى أن انتشار المكاتب المفتوحة في بعض القطاعات كالبنوك وشركات الاتصالات والدعاية والإعلان، وغيرها، تخدم في الواقع صاحب العمل وتوفر عليه المساحات، والجدران.
كما أوضحت لـ "فوشيا" أنها تسهم في توطيد الترابط الوظيفي والتواصل ما بين الزملاء، وإزالة الفوارق الفردية بينهم.
حيث يُعد العمل في المكاتب المفتوحة مرآةً تعكس ثقافة الموظف، لا يستطيع إخفاءها إطلاقًا، سواءً مع الموظفين أو المراجِعين، فكل شيء واضح للعيان، كما رأت.
ويُعدّ التعرّض لكل الخبرات التي تحدث مع الموظف الآخر أمام الجميع، موسّعًا لمداركه وتعلّمه مهارة الاستماع للآخرين وأداء العمل في آنٍ واحدٍ.
الأمرُ الذي يتطلّب من الموظف تحجيم أي سلوك خاطئ قد يصدر عنه، وبالتالي تصرفه بطريقة لبِقة وسليمة، واختيار لغة مهذبة حرصًا على عدم إيذاء الأطراف المحيطة وإزعاجهم.
سلبيات العمل فيها
من سلبيات العمل في المكاتب المفتوحة، بحسب القاسم، انعدام خصوصية الموظف وتقييد حريته، ما يدعوه للتخوّف والحذر من أي تصرف خاطئ. عدا عن تشويش تفكيره لا شعوريًا، عند الانتباه لكلام أحد المراجِعين مع موظف آخر، واستراق السمع حول ما يحدث بينهما خصوصًا إذا ارتفع صوته.
كما تُسهم هذه المكاتب أحيانًا في انتشار عدوى المرض بين الموظفين، كمرض الإنفلونزا والزكام والأمراض الأخرى المُعدية، وهو ما يصعب تفاديه أو مكافحته فعليًا.
إتيكيت المكاتب المفتوحة
بالدرجة الأولى، ركّزت القاسم على أهمية اعتناء الموظف بمظهره الخارجي الأنيق ونظافته البدنية وطريقة جلوسه أمام الجميع، محذرةً في الوقت نفسه، من استخدام الهاتف لأغراض المكالمات الشخصية، والحذر من رشّ العطور بصورة مبالغ فيها، تُزعج الآخرين وتضرّ بصحتهم، وتُشعرهم بالاختناق أحيانًا.
ومن التوصيات التي قدّمتها القاسم أيضًا، ضرورة المزج ما بين الجديّة والمرح أثناء التعامل بين الموظفين والمراجعين أحيانًا، والانتباه لحركاتهم، مع ضرورة التقيد بالمساحة المخصصة لكلّ موظف، وكذلك الحذر من تناول الطعام أمام الزبائن والمراجِعين، بصورة قد تكون غير لائقة.