لا شك أن حياتك بعد الانفصال تتغير، فربما لا تغيب صورة شريكك عن عينيك ولو للحظات، وتسيرين في الطرقات على أمل رؤيته حتى بالصدفة، تبحثين عن كل شيء يذكرك به، فهذه الهدية كانت في عيد الحب، وهذه الأغنية لطالما رددها في أذنيك بصوته العذب، وهذه الصور التقطت لكما سويًا في تلك الرحلة.
وهكذا تحاصرك الذكريات في البيت والشوارع والطرقات، وفي كل مرة تكتوي جنباتك بنار الشوق، ويحترق قلبك بنار الفراق، فكيف لك أن تنجي من براثن هذه الحيرة، وتتخلصي من محاصرة الذكريات؟.
هوني عليك، وحاولي الخروج من هذا الحصار، بتغيير بعض العادات، والمضي قدما نحو المستقبل، وسنساعدك على تخطي هذه الأزمة، في طي السطور التالية.
التغيير
هل فكرت في مغادرة المنزل، لتتخلصي من الذكريات المتناثرة في كل الأركان؟، نعم هي فكرة جيدة، لكن قبل التفكير في تغيير المكان، غيري من نفسك وابحثي عن التغيير الداخلي، ابتعدي قليلاً حتى تتماسكي وتعود إليك نفسك المحطمة، لا مانع من التغيير ما دام سيداوي جرحك الغائر، فالتغيير سنة كونية، سيمنحك السعادة المنشودة، ويهون عليك لوعة الفراق.
جددي من عاداتك
تعودت على بعض العادات طيلة حياتك لكن الحياة مليئة بالأشياء الجديدة، فما المانع في تجربتها؟، تذكري أن الحب عادة مثل كل العادات، أجل فهو حالة تعودت عليها، ويمكنك العيش من دونها، جربي أشياء جديدة كالاستماع إلى الموسيقى، أو التنزه والكتابة مثل تدوين الخواطر، ويمكنك تربية حيوان أليف، تجدين معه الوفاء أكثر من البشر، ارسمي ولوني واملئي حياتك بالألوان.
تمتعي بوقتك
بعد التخلص من محاصرة الذكريات والمضي قدما في حياتك، متعي نفسك وامنحيها الحب، ستجدين سعادتك في إرضاء نفسك وامتنانها، لا تسجنيها أو تعاقبيها باللوم على ما فات، لا تأسفي على الماضي، أو تجعليه حاجزًا يعيق حياتك ويعرقل مسيرتك.
اعلمي أن كل شيء سيزول، وما يتبقى هو اعتزازك بنفسك، وثقتك المترسخة بداخلك، قابلت الحب وستقابلينه في كل مرحلة من عمرك، وستتغير نظرتك له كلما نضجت، وتعيشين تفاصيله بفكر جديد وعقل مستنير.