تنطلق يوم غد الخميس، أولى فعاليات مهرجان جرش، في دورته الثالثة والثلاثين، تحت شعار "فدوى لعيونك يا أردن".
المهرجان، الذي يَحظى بجماهيرية واسعة في الوطن العربي، يحمل هذه المرّة ثلاث التقاطات لافتة، أولها أنّ هذا المهرجان، الذي كان يُتّهم بأنه "يظلم" الفنانين الأردنيين، من أجل أنْ يحتفظ بطابعه العربيّ الشامل، غيّر نهجه هذه السنة، بتخصيص مساحة واسعة، لمشاركة الفنانين الأردنيين مثل: حسين السلمان، وطوني قطان، ونانسي بيترو، وجهاد السركيس، ومحمد الحوري، وآخرين.
أما الأمر الثاني، فيتعلّق بمشاركة الفنّانة الإماراتية أحلام، بعد غيابها عنه منذ العام 2001، حيث تستعدّ للوقوف على المسرح، في 27 يوليو المقبل، بعد غياب دام 17 عامًا.
وكتبتْ أحلام عبر حسابها الرسمي على تويتر: "للمرة الثالثة أنال شرف الوقوف على مسرح جرش العريق في بلدي الثاني الأردن، وكما عودتكم دائماً أعدكم بحفل يليق بكل جمهوري في الخليج والوطن العربي... شكراً مهرجان جرش، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم وظن جمهوري الكبير بي.. وبتاريخ 27 يوليو 2018 أنتظركم".
و تعيش أحلام حاليًا لحظات نجاح أغنيتها الجديدة "على كثر الوفى فيني"، التي حقّقت في فترة قصيرة جدًا، نسب مشاهدة مرتفعة.
أما الأمر الثالث، فهو الغياب شبه الكامل للفنانين المصريين، مع تمثيل جزئي للفنانين العراقيين، بيوم واحد يحييه الفنانان محمد الفارس، وسيف نبيل.
ومن أبرز نجوم جرش 2018، الفنان اللبناني عاصي الحلاني، الذي سيفتتح أول حفل للمهرجان في 19 يوليو، مع الفنان الأردني حسين السلمان، والنجم الكويتي عبدالله الرويشد، الذي يحيي الحفل الثاني في 20 يوليو منفردًا لوحده.
كما سيحيي النجم اللبناني وائل جسار، حفله المًرتقب في 21 يوليو، فيما تشارك اللبنانية يارا، والتي تعدّ من مفاجآت المهرجان حفلها في 26 من الشهر نفسه.
وحول أحداث المهرجان وتفاصيله، تحدّث لـ"فوشيا" المدير التنفيذي لمهرجان جرش، محمد أبو سماقة، ونقيب الفنانين الأردنيين، حسين الخطيب.
محمد أبو سماقة
المدير العام التنفيذي لمهرجان جرش محمد أبو سماقة، بيّن لـ"فوشيا"، أنّ المهرجان في دورته الحاليّة سيشكّل حالة ثقافيّة مهمّة، ساعيًا لتوسعة المشاركة العربية، والتنويع فيها.
وعن مشاركة الفنانة الإماراتية أحلام، بعد انقطاع طويل، أوضح، أنّ الفنانة أحلام، لها حضورها وجماهيرها، ومن المهمّ مشاركتها في مهرجان جرش الثقافيّ، تمامًا، كما نثمّن مشاركة الفنانين الآخرين.
وعن أسعار التذاكر، رخيصة الثمن، مقارنة بأسعارها في المهرجانات السابقة، فقد برّرها أبو سماقة، بأنّ الهدف من المهرجان ثقافي وليس ماديًا، مع مراعاة الوضع الاقتصاديّ للجميع، كي يتسنّى لهم حضور فعالياته، التي ارتأى أنْ تكون بعضها هذه السنة مجانيّة الدخول.
حسين الخطيب
نقيب الفنانين الأردنيين، حسين الخطيب أوضح لـ "فوشيا"، أنّ مهرجان جرش بعد عمره الطويل الممتدّ عبر ثلاثة عقود ونيّف، لم يأتِ من فراغ، بل وفق إطار المكانة التاريخيّة لمدينة جرش، وأهميّة الثقافات والفنون المتعدّدة بشكل عام، وهذه هي ركائز المهرجان وثوابته.
وصرّح الخطيب، أنّ نقابة الفنانين، ولأوّل مرة في تاريخ الأردن، بادرتْ بإنتاج سهرة غنائية تقترب من المسرح الغنائي، تحت عنوان "حكاية عشق أردنية"، من خلالها تُعالج فكرة الأغنيات الأردنية، بأداء مسرحيّ يعتمد الاستعراض، والتمثيل، بنسبة كبيرة، ولا يقتصر على وقوف الفنانين للغِناء فقط.
الخطيب، وهو يتحدّث عن ظاهرة، تفرّدتْ بها دورة العام الحالي، وهي المشاركة الأردنية غير المسبوقة، بيّن، بأنّ كثافة العدد، والحرص على أنْ يكون حضورهم نوعيًا، وليس كميًا، جاءتْ بمطالبة من النّقابة، حتى يأخذ الفنان الأردني حقّه، ويَبرُز بصورة يستحقّها، كما قال.
ودعا الخطيب، إلى الحرص على صيانة تراث مهرجان جرش ليبقى "قِبلة" جميع الفنانين، مهما اختلفتْ جنسياتهم، مشيرًا إلى ميزة الأمن والأمان، التي يتمتّع بها الأردن، وتديم استقرار وجاذبية هذا الموسم الثقافيّ والفني، رغم الظروف الإقليمية الصعبة، المحيطة به.