لا يقتصر تعلُّق الأطفال بالدُّمى، فنرى العديد من السيدات ينجذبنَ لشراء دمية ما، تثير إعجابهنّ، أو ربما الحنين لمرحلة الطفولة التي مضتْ.
فكيف لهؤلاء السيدات رؤية دمى تشابه ملامحهنّ، أو شخصياتهنّ، أو مهنتهن، حينها ستصبح هذه الدمية "كنزًا ثمينًا" تحافظ عليه السيدة، وكأنه يعبر عن ذاته وجمالها.
تختلف صناعة الدُّمى، التي تشابه شخصية أصحابها عن المتوفرة في الأسواق، فلكلّ منها روح وشخصية محددة، وهذا ما تؤكده صاحبة الموهبة في صناعة الدُّمى، دينا معدي.
برعتْ أنامل دينا في تنفيذ دمى "متعددة الأشكال والأحجام"، والتي تشابه شخصية أصحابها، سواء من الأطفال، أم السيدات، فلكلّ منها أسلوب مغاير في المظهر وتنسيق الألوان.
نبعتْ فكرة صناعة الدمى لدى دينا، من شغفها وحبها الشديدين للأطفال، كما أنها تخصّصت بدراسة "الجرافيك ديزاين"، وهو الأقرب لنفسها، واكتسبتْ منه الخبرة والمعرفة، إلى جانب تمكّنها من رسم الشخصيات الكرتونية "الانيميشن".
صناعة دمى تشابه شخصية أصحابها، ليس بالأمر السهل، بحسب دينا التي حاولت مرارًا وتكرارًا، حتى استطاعت إقناع نفسها أولاً.. ثم إقناع الآخرين فيما تشكّله، وعليه قامتْ بصنع دمى بأحجام مختلفة.
تشكّل دينا دمى بأشكال متعدّدة، فمنها ما تناسب الطبيبة، الممرضة، المعلمة، المهندسة، الصحافية، الشابة اليافعة، الشخصية المرحة، أو الجدية... وغيرها من المهن والصفات، التي تشابه شخصية الفتيات اللواتي يطلبنَ تشكيل دميتهن.
كما أنّ أحجام هذه الدُّمى متنوّع، فمنها: دمى يصل طولها لنصف متر، وتبدو واقفة على قاعدة،
وكذلك دمى بارتفاع 30 سم، وأخرى 25 سم.. وهكذا، بحسب الطلب، كما أنها سعت لتطوير أعمالها شيئًا فشيئًا، حتى توصّلت لصناعة تشكيلة كاملة من الدُّمى، تضمّ: (دمية، ميدالية بشكل دمية، قاعدة للقلم، كب كيك)، وأيضًا غطاء للأجهزة النقالة، إلى جانب هدايا لأعياد الميلاد والمناسبات، أو إحدى الشخصيات الكرتونية التي تشبه الطفل أو السيدة".
كلّ دمية تصممها دينا، تختلف عن الأخرى، فهناك دمية صاحبة عينين بيضاوين، أو لوزيتين أو دائريتين، تقوم بتشكيلها بحسب الصورة الشخصية للزبون (فهي إلى حد ما تشبهه، أو تشبه مواصفته)، سواء بالشعر، أو طريقة ارتداء الملابس، أو العينين، أو المهنة.
وما يميّز هذه الدُّمى عن المتوفر في الأسواق، فتؤكد دينا، بأنّ الزبون يستطيع تصميمها كما يرغب وبحسب المواصفات التي يفضّلها، وعليه تعدّ شيئاً مميزًا بالنسبة له، خصوصًا أنه أسهم في فكرتها وتفاصيلها.
كما أنّ هناك العديد من السيدات يحبثن عن "هدية" مميزة غير تقليدية، يمكن تقديمها للصديقات، أو المقربات، وعليه يجدن في هذه الدمى "ملاذهن"، ويقمنَ بطلب تصميمها وفق صورة شخصية "المهدى إليه".
تسعى دينا لتطوير أفكارها في صناعة الدُّمى من خلال تصميمها بحجم أكبر، كما ترغب بتطوير القاعدة، التي تقف عليها الدمية بشكل حيوي أكثر، مثل وضعها على لوح خشبي، وعليه الحشائش، وكأنها تسير في الحديقة، أو إضافة إحدى الخلفيات وراءها بشكل جميل غير تقليدي.
وفي الختام، تكمن جمالية هذه الدمى بروحها الخاصة، فالفتاة تشعر بالسعادة عندما ترى نفسها جميلة في "المرآة"، وقد تلعب الدمية ذات الدور، حين النظر إليها والتمعّن بتفاصيلها بين الحين والآخر.