جمانة غنيمات.. من رئيسة تحرير شغوفة بمهنة "المتاعب" إلى وزيرة في الحكومة الأردنية..

أرشيف فوشيا
فوشيا -
17 يونيو 2018,11:21 ص

ليس غريبًا أن تتسلم سيدة حقيبة وزارية في الأردن، فهذا حدث ويحدث وسيحدث، لكنه بلا شك ليس أمرًا سهلًا في بلد ما تزال النظرة التقليدية للمرأة ودورها حاضرةً فيه بشكل يضاعف أحيانًا العقبات أمام تقدم أي سيدة إلى النجاح.

ولعل جمانة غنيمات ابنة "مهنة المتاعب" التي تسلمت حديثًا منصب وزيرة دولة لشؤون الإعلام، وناطق رسمي في حكومة الدكتور عمر الرزاز، مثال صارخ على أن إيمان المرأة بنفسها وقدراتها كفيل بأن يعزز مكانتها وتأثيرها في المجتمعات.



فبعد سنوات من العمل المتواصل في مجال الإعلام، غادرت رئيسة تحرير جريدة الغد الأردنية، غنيمات، مهنتها في عالم الصحافة، لتتسلم منصب الوزيرة، وهي ابنة الـ44 عامًا، وأم لـ"شأس 14 عامًا"، و"وسن 17 عامًا".



وتنحدر غنيمات من مدينة السلط التاريخية المعروفة في رفد المملكة منذ تأسيسها بأصحاب الفكر ورجال الدولة والسياسة، وقد كان والدها الباشا سليمان غنيمات مسؤولاً عسكرياً بارزاً ولها 9 أشقاء وشقيقتان وجميعهم سلكوا دروب العلم والمعرفة، أما والدتها، فعملت بمهنة التدريس في تلك المدينة وأسهمت في تخرج أجيال.

ضغوطات العمل المستمرة عبر مسيرتها المهنية، لم تمنع غنيمات "الأم" من الاستمتاع بالوقت النوعي مع عائلتها، إذ تتابع على مدار اليوم الواجبات الدراسية لطفليها، وتتواجد معهما يوميًا على مائدة الغداء مهما كانت ارتباطاتها الوظيفية، وفي المساء تصطحبهما معها عند زيارة عائلتها في السلط.

ووفق مقربين منها في الوسطين الصحفي والسياسي، فإن تسلم غنيمات لمنصب الوزيرة لا يعد طموحًا بحد ذاته، فهي كما ينقلون عنها تطمح دائمًا لتقديم ما يعود أكثر بالنفع على الوطن والناس، بصرف النظر عن طبيعة الألقاب والمسميات.



عُرف عن غنيمات شغفها وحبها للخوض في الشأن العام وإبداء الرأي والاهتمام بالقضايا العامة، إذ اختارت دراسة تخصص العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، وانتقلت بعد ذلك إلى عالم الصحافة، حيث عملت في وسائل إعلام عدة قبل أن تتسلم منصب رئيس تحرير واحدة من أهم الصحف الأردنية وهي "الغد"، وكانت بذلك أول سيدة تتسلم منصبًا كهذا.

قدمت العديد من الأفكار والإنجازات، لا سيما فيما يتعلق بحقوق الإنسان والمرأة والطفل، وتصدت لقضايا تمس وتثير الرأي العام، فنالت بذلك العديد من الجوائز.



كما استطاعت من خلال عملها بالصحافة وكتابة المقالات شبه اليومية حول مختلف الأحداث، أن تقدم نفسها بشكل يعكس حجم وعيها ومسؤوليتها لا سيما في الأزمات والأحداث الساخنة، فهي وفق ما يرون، لم تنحزْ يومًا سوى للوطن، لا لحكومات أو معارضين.

على جانب آخر، يقول هؤلاء المقربون، إنها كخبيرة اقتصادية أيضًا، استطاعت أن تطرح فهمًا جديدًا في واقع الصحافة الاقتصادية، فجعلته أقرب للناس وأسهل عليهم، وتحديدًا فيما يخص اقتصاد الناس وما يتعلق بالأمن المعيشي لهم.



وبشكل عام، تواجه الوزيرة غنيمات في المرحلة المقبلة مهمة قد تكون هي الأصعب، فهي ناطقة باسم حكومة يترقب الأردنيون مواقفها وتحركاتها وقراراتها أكثر من أي وقت مضى، لا سيما أنها جاءت في ظرف اقتصادي معقد.

google-banner
foochia-logo