أثارت نتائج أبحاث علمية، توصّلت إلى أن تقديم وجبات بسيطة ومتقشفة للقرود، أو الفئران يساهم في إطالة أعمارهم، الجدل حول إمكانية تعميم هذه النتائج على البشر.
وطرحت هذه الأبحاث تساؤلاً حول إذا ما كانت نتائجها، إشارة إلى أنّ تقليل كمية الطعام التي نتناولها كبشر، يمكن أنْ تطيل بأعمارنا.
وفي هذا السياق، بيّن اختصاصي التغذية قتيبة محيسن لـ "فوشيا" أنه لا توجد معلومات مؤكدة في هذا المجال، و"أن هناك حجج عدة تناقض هذا الرأي".
وأضاف أنّ الدراسات العلمية التي تناولت الإنسان، لم تثبت أنّ الأشخاص الذين يأكلون بصورة أقلّ من غيرهم، يعمّرون أكثر، إذا كانوا من أصحاب الوزن نفسه.
وأشار إلى أنّ دراسة أمريكية تعود إلى نصف قرن، طلبت من مجموعة من النساء أنْ يأكلنَ أقل من حاجتهنّ، وأنْ يخففنَ وزنهنّ، ليتبيّن بعد مضي ستة أشهر، إصابتهنّ بالتعب، وسرعة الغضب.
وتابع محيسن أنه بعد سن السبعين، غالباً ما يُصاب الأشخاص الذين يأكلون أقلّ من غيرهم بالأمراض، أو يموتون أبكر من غيرهم.
نتائج تخفيف كمية الطعام
ويؤدي تخفيف كمية الطعام التي نتناولها، مع أننا لسنا بحاجة إلى إنقاص وزننا، إلى نتيجتيْن مؤذيتيْن، الأولى: تتمثل بفقدان الحيوية الناتج عن تقليل الطعام، وهو ما يؤدي إلى تقليص الوقت المخصّص للمشي، أو لممارسة الرياضة، والثانية تتمثل بتعريض الجسم للأمراض نتيجة الاضطرار لتقليل تناول الأطعمة التي تحميه منها.
وأفاد محيسن بأنّ معظم أجسامنا تتكيف مع قلة رغبتها في تناول الأطعمة الدسمة، ولهذا السبب تحافظ على وزنها الطبيعي، وما من سبب يجعلها تأكل أقل من حاجتها. إلا إذا كان الشخص يعاني من البدانة؛ فأوصاه محيسن بضرورة الحدّ من تناول الأطعمة الدسمة، وتكثيف تناول المزيد من الخضار من أجل تخفيف الوزن.
أما من أجل تحسين نوعية حياته، وجعلها أطول، فالحلّ يكمن بحسن اختيار الأطعمة، التي يتناولها بغض النظر عن حالته الصحية.