رغم أن رمضان هو شهر الهدوء وسكينة النفس والتآلف بين الناس والابتعاد عن أي انفعالات وعصبية، إلا أن أسباباً صحية وعصبية تدفع بالصائمين إلى الانفعال، حتى على أشياء بسيطة.
فلماذا الانفعال؟
بهذا الخصوص، سجّل مدرب تطوير الذات والمستشار الأسري السعودي، وليد فخري، خلال حديثه لـ "فوشيا" حقائق أساسية معروفة ترفع من حدة الانفعالات والمشاحنات في شهر رمضان، جراء التغيير المفاجئ على الصائم وما يترتب على ذلك من انفعالات مضخمة.
فانقطاع المدخن عن التدخين، يُخلّ بنسبة النيكوتين العالية في الدم، جراء توقفه المفاجئ عن التدخين لساعات طويلة. يترتب على ذلك أن أعراض حرمانه من النيكوتين تبدأ بالظهور، ما يُشعره بالعصبية والغضب وضعف التركيز.
أما السبب الآخر، فيرجعه فخري إلى إدمان شرب المنبهات التي تحتوي على مادة الكافيين، ويؤدي الانقطاع عنها إلى شعور الصائم بتقلب المزاج والتوتر. ومعروف علمياً أنه كلما زادت مدة الانقطاع عن تلك المادة يتطور الأمر إلى إصابة الصائم بالصداع الداعي للتوتر.
وتأتي أيضا اضطرابات النوم، لدى البعض، نتيجة عدم الحصول على قسطٍ كافٍ منه، وهنا يرى المستشار فخري سبباً آخر في ضعف قدرة عمل المخ وجعل المزاج العام في حالة استنفار.
وضرب مثلاً على ذلك، بعودة الرجل من عمله مسرعاً في البحث عن الراحة والنوم، ثم يجد أمامه قائمة من الطلبات عليه إحضارها، ما يرفع من توتره بشكل مضاعف.
وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة العاملة التي تبدأ بتجهيز الإفطار ضمن مدة محددة خشية أن يدركها الوقت، فتجد نفسها تحت ضغط طلبات وتوقعات فوق مستوى جملتها العصبية الجديدة.
توصيات تجنِّب العصبية
ولذلك ينصح المستشار فخري الصائمين بتجنب الخروج من المنازل قُبيل موعد الإفطار لشراء احتياجاتهم أو تلبية عزائم الإفطار، بالتزامن مع عودة نسبة كبيرة من العاملين إلى بيوتهم، وأزمات السير. فكل ذلك من دواعي الضغط العصبي الذي يتلازم مع عادات البعض في رمضان.
ودعا إلى الاحتكام لفضيلة سعة الصدر، حيث الحل يكمن بإجراء تغيير بسيط في العادات من خلال تفويض آخرين لتلبية الحاجات المنزلية، أو أن يخرج الصائمون من المنزل مبكراً لقضاء احتياجاتهم قبل موعد الإفطار بوقت كافٍ تجنباً للوقوع في الازدحام المروري، وبالتالي التعرض لمناوشات مع آخرين متوترين مثلهم. ولا يبقى أمام الطرفين في النهاية إلا الاحتكام لفضائل سعة الصدر.