ما يزال الجدل قائماً، حول قيادة المرأة السعودية للسيارة، وحصولها على فرص وظيفية ميدانية، ستنزل إليها قريباً.
وما بين مؤيّد وساخر، قالت الاختصاصية النفسية هاجر عبد الله، المانع في حديث خاص لـ "فوشيا" بأنّ سبب الاستهزاء والاستخفاف، يرجع إلى تعوُّد الرجل السعودي بأنْ يكون المحور الأساسي في مجتمعه وبيته.
لماذا السخرية؟
بعيداً عن التعميم، أوضحتْ المانع، بأنّ أغلب الرجال السعوديين ينظرون بسلبية وتهكُّم لقرار القيادة، الذي طالما كانوا يعتقدون أنّهم المنفردون به فقط.
واستغربتْ ما يتداوله الرجال السعوديون من رسومات كاريكاتورية، وفيديوهات تستهزئ من تبِعات قيادة المرأة، بما تتضمّنه من الاعتقاد بوفاة نسبة كبيرة منهنّ، وأنهنّ سيكنّ السبب في زيادة حوادث السير.
وقالت: "إنّ وفيات الرجال جراء حوادث السير تكاد لا تُحصى في السعودية بل والعالم".
ولم يقتصر الأمر على مسألة القيادة، بحسب المانع، بل طال الميادين الجديدة، التي ستُمنح فرصة العمل بها قريباً، كنقلة نوعية، تفتح لها الآمال، وتصبح قادرة على خوض غمار تجارب جديدة، تساعدها في بناء أحلامها بطابع غيرمألوف.
البدء بتنفيذ القرار بجدّية
نظراً لحداثة القرار، تحدّثت المانع، عن قدرة السعوديات على ممارسة القيادة وتعلُّمها أيضاً، رغم استعانة مدارس تدريب القيادة ببعض الأيدي الخارجية لتدريبهنّ، ومع ذلك، ستُعطَى لهنّ الأولوية، ليصبحنَ مدرِّبات في الأيام المقبلة.
وبهذا الصدد، بدأتْ بعض الشركات بإتاحة وظائف نسائية جديدة، تُطرح لأول مرة في المملكة، تحت مُسمّى "محقّقة حوادث"، بالإضافة إلى تفعيل العديد من الملتقيات والتجمعات، التي بدورها تهدف إلى تثقيف المرأة وتهيئتها حول كيفية القيادة، وتصحيح بعض المفاهيم نحوها.
كما رأتْ المانع، أنّ اعتزام بعض الشركات ومعارض السيارات، توظيف نساء سعوديات لخوض العمل في التسويق الميداني ليس إلا تأكيداً على استعداد المجتمع لتلك النقلة، وأنّ وجودها في هذه الميادين المتعدّدة، يُعدّ تمهيداً وتيسيراًلعملية قيادتها، بحيث تكون سليمة قدر الإمكان.
وهذا ما دفع الأجهزة الحكومية والإدارة العامة للمرور، إلى البدء بالتجهيز لاستقبال قيادتها على أرض الواقع، وفي الميدان، لتوفير الحماية لها من كل الجوانب.