ملفت للانتباه ذلك الزي الموحد الذي ترتديه وصيفات العروس في حفلات الزفاف، وغالبا أيضا ما يظهرن بنفس تسريحة الشعر والحذاء والمكياج، إذ يلاحظ تناسق زيهن مع فستان العروس، ويمسكن كذلك بباقة الورد نفسها في كثير من الأحيان.
كما أن هناك تقليدا آخر يبحث عن تفسير، وهو وقوف العروس على يسار العريس، فهل هي قواعد متبعة منذ قديم الأزل، أم أن لها أسرارها وأسبابها؟
وفقا للخبراء، يرجع السبب في ذلك إلى عادات الشعب الروماني القديم، لإيمانه الشديد بالخرافات والقوى الخفية الخبيثة؛ لذا ترتدي 10 من وصيفات العروس الفستان نفسه، وتحلقن حول العروس لحمايتها من تلك القوى الشريرة، بينما يرتدي 10 من الشباب الزي نفسه، ويلتفون حول العروس أيضا؛ لحمايتها من اللصوص الذين يسعون لسرقة زينتها ومهرها.
ويقال إن وقوف العروس على يسار العريس؛ لأنه يمسك السيف بيده اليمنى، ليحارب به كل من يقترب من عروسه أو يحاول اختطافها، فالعريس هو الجندي الحارس لعروسه بلا شك.
وفقًا لهان بلانك، مؤلفة كتاب "فيرجين والتاريخ البائس": "ترتدي وصيفات العروس هذه الملابس المتناسقة؛ لطرد الأرواح الشريرة وكل من يرغب في إلحاق الأذى بالعروس".
والسر وراء اتباع الرومان لهذا التقليد، هو سفر العروس آلاف الأميال؛ فلم يكن هناك وسائل المواصلات الأمنة؛ ما يعرضها للسرقة والهجوم من قبل العصابات وقطاع الطرق، وعندما ترتدي الوصيفات زيا واحدا يشبه فستان العروس، يكون من الصعب التعرف على العروس وتميزها من بينهن.
كذلك يرجع ارتداء العروس لطرحتها، لإخفاء وجهها من الضيوف الغرباء، وحتى لا ينكشف جمالها فيصيبها الحسد والعين الشريرة.
واستمرت هذه العادات حتى وصلت للعصر الفيكتوري أيضًا، فعندما تزوجت الملكة فيكتوريا من الأمير ألبرت في عام 1840، ارتدت صديقاتها البالغ عددهن 12 فتاة، فساتين متطابقة لفستان الملكة الأبيض الساتان، وتعتبر الملكة فيكتوريا، أول من استبدلت الفستان الفضي التقليدي لطبقة النبلاء بالفستان الأبيض.