قيادة المرأة السعودية للسيارة.. هل تطيح بسائق العائلة؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
14 مايو 2018,2:32 ص

 ما يزال القرار التاريخي الذي سمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة؛ مثار جدل واسع، لن يتوقف إلى ما بعد تفعيل القرار وترقُّب آثاره.

الأمير الوليد بن طلال، وفي إحدى تغريداته عبر حسابه على "تويتر"، قال إن قيادة المرأة السعودية للسيارة ستسمح بالتخلي عن ما لا يقل عن 500 ألف سائق أجنبي.

إنْ كان الأمر كذلك، فهل يعني هذا فعلاً احتمالية الاستغناء عن السائق واستبداله بالمرأة، أم أنّ الاستغناء عنه أمر مستحيل؟

بهذا الخصوص، يقول مدرب تطوير الذات والمستشار الأسري، وليد فخري، في حديث خاص لـ "فوشيا"، إن قيادة المرأة السعودية للسيارة كانت من أهم القرارات التي خُطط لها ضمن رؤية 2030.

ويرى فخري، أنّ احتمالية استغناء الأسرة عن سائق العائلة ستكون بنسب متفاوتة تختلف بحسب التوجهات، وحسب العادات والتقاليد التي تختلف من منطقة إلى منطقة، ومن مدينة إلى أخرى.

ويضيف "قد يكون هناك استعاضة عن السائق بالمرأة في حال رغبتْ بذلك، بعد الاتفاق مع زوجها، رغم ما يقوم به من خدمات يصعب على أفراد الأسرة إنجازها من دونه".

مطبّات تعيق طريقها



ومن المحتمل، وفق فخري، أنْ يجد رب الأسرة صعوبة في الاستغناء عن السائق؛ نظراً لعدم تهيئة شوارع المملكة بما يتناسب مع قيادتها، عدا عن تعرّضها لمن لا يجيدون التعامل معها جيداً، أو يعرّضونها لمضايقات ومواقف استفزازية. وهذا يتطلّب منها التحلّي بالصبر، فوضعها الجديد سيكون مخالفاً لما كانت عليه، وهي تجلس في المقعد الخلفي بأمان، أثناء قيادة سائق العائلة بها.

كما ستفقد المرأة بعض المزايا التي كانت متوافرة لها، لحظة خروجها من باب المنزل، أو عند ذهابها للسوق، لا سيما أنّ قيادتها الذاتية للسيارة سيصعّب عليها إيجاد موقف للسيارة، واضطرارها للاصطفاف في مكان بعيد، يوقعها في مشقة حمل الأكياس، التي لم تكن تحملها بوجود السائق، فضلاً عن صعوبات أخرى لم تتعوّد على مواجهتها.

لذلك، عملية القيادة للسيارة ليست بالعملية السهلة، وتحتاج للتدريب والممارسة. لهذا، ينصح فخري، بضرورة عدم قيادتها السيارة إلا بعد الحصول على التدريب الكافي، من خلال المدارس التي استُحدثت لهذا الغرض، ولا ضير من انتظارها عدّة أشهر قبل إقدامها على هذه الخطوة، لمعرفة النتائج الإيجابية والسلبية الناجمة عن هذا القرار.

ويضيف "تحتاج القيادة لجهد عقلي وذهني، وترابط وتوافق بين الحواس جميعها؛ فإنْ لم تكن مهيأة للقيادة، فيُفضل عدم مخاطرتها بحياتها وحياة الراكبين معها".

ونوّه فخري في ختام حديثه إلى ضرورة سنّ القوانين والأنظمة الرادعة، التي تنصف المرأة، وتضمن حمايتها من أيّ إيذاء قد يعترضها أثناء قيادة السيارة.



مدرب تطوير الذات والمستشار الأسري، وليد فخري
google-banner
foochia-logo