تثير التطورات المتسارعة المتعلقة بالمرأة السعودية، اهتماما واسعا ومتابعة ليس على المستوى المحلي وحسب، إنما العربي والعالمي، فالانتصار لحقوقها مستمر وبشكل يتيح لها أن تكون جزءا أكثر حضورا وفاعلية في المجتمع.
فاتساع مشاركة المرأة السعودية العلمية والعملية ودخولها في التخصصات التقنية والطبية المسُـتحدثة لها، لم يأت إلا لاقتناع المجتمع السعودي بطاقاتها وقدراتها التي تمكّنها من الوقوف جنباً إلى جنب مع الرجل في سوق العمل.
تخصصات جديدة كانت للرجال
وفي حديث خاص لـ "فوشيا"، قالت الأخصائية النفسية، عائشة الشمراني، إن رؤية 2030 منحت المرأة السعودية فرصة تسجيلها في تخصصات لم تكن لتدرسها في السابق، لأنها كانت حصرية للرجال بشكل أكبر من النساء.
تسجيلها في تخصصات تحليل المعلومات، البرمجة، التخصصات الطبية الدقيقة، ناتجة عن الرغبة بزيادة نسبة مشاركتها في سوق العمل، ومن قناعة المجتمع بأن إنجازاتها وطاقاتها برهنت على قدرتها على تحقيق النجاح في أي تخصص، وتجاوز الصعاب متى شاءت؛ ما يؤكد ضرورة استثمار طاقاتها عبر حصولها على فرصة عمل تتناسب وقدراتها.
وتستعرض الوضع السابق للمرأة السعودية، وما يتعلق بحصرها في تخصصات نظرية من شأنها السماح لها العمل بوظيفة "معلمة"، الوظيفة الأكثر تقبُّلاً لها، وكيف هو التوجه الجديد الذي من شأنه أن يصبّ في صالحها، بيّنت الشمراني مدى أهمية هذا القرار في السماح بتقلّدها مواقع قيادية في الدولة خلال السنوات المقبلة.
وتابعت الشمراني: "الأهم من هذا كله، أن المجتمع السعودي بشكل عام والرجال بشكل خاص بدأوا يتقبّلون هذه الأهداف، دون ممانعة".
فضلاً عن ذلك، وبفضل خطواتها الناجحة، وإثبات نفسها ذاتياً ومحلياً، حظيت المرأة السعودية باهتمام كبير من مجلس الشورى وأعضائه، فكانت من توصياته السماح لها بالعمل في وزارة الحرس الوطني، سواءً في المجالات الصحية أو تحليل المعلومات أو غيرهما من المجالات داخل الوزارة، وهو الأمر الذي لم يكن ليحدث إلا نتيجة اقتناعه بإحرازها نجاحات عديدة، تساهم في الحفاظ على استقرار المجتمع، وبناء اقتصاده، وتمثيل مجتمعها ووطنها خير تمثيل خارجه وداخله.
مزاحمة المرأة لوظائف الرجل
أوضحت الشمراني أن سوق العمل أصبح بحاجة لوجود النساء في التخصصات التي أتيحت لها حديثاً؛ فدخولها شريكة مع الرجل، في وظائف كانت حصرية لهم أزعج العديد منهم، وهذا أمر طبيعي.
ففي الآونة الأخيرة مثلاً، وبعد السماح لها بقيادة السيارة، تمكنت من العمل في تطبيق كريم لحجز السيارات، بوظيفة "كابتن نسائي" ضمن شروط معينة تتناسب معها، ما يؤكد أنها زاحمت الرجل السعودي في بعض الوظائف، خصوصاً أن غالبية زبائن الرجال كانوا من النساء.
وأكدت الشمراني أن المساحة التي مُنحت للمرأة السعودية لممارسة العمل في تخصصات المحاماة والهندسة والإعلام ميدانياً بعد أن كانت حكراً على السعوديين والأجانب فقط، من القرارات التي ستخدم المجتمع السعودي والمرأة بشكل خاص باعتبارها مكوناً رئيسياً فيه.