عدم النضج الكافي لفهم الحياة الزوجية وتبعاتها، وعدم قدرة أحد الطرفين أو كلاهما على تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقهما، وأمور أخرى، كلها عوامل تلعب دوراً كبيراً في تلاشي قيمة الحياة الزوجية.
فاكتشاف الشاب أو الفتاة الفارق في المسؤوليات الملقاة على عاتقهما عمّا قبل الزواج وبعده، ساهمت في خلق حالة من التوتر والاضطرابات في العلاقة، وأعاقت استمراريتهما معاً.
القيمة الزوجية في تراجع
عن سبب تراجع قيمة الحياة الزوجية في الوقت الحاضر، أوضحت أخصائية الاستشارات النفسية والزوجية الدكتورة نجوى عارف لـ "فوشيا" أن الإقدام على الزواج قبل دراسته بشكل جيد، من ناحية مدى توافق كلا الطرفين للعيش معاً، ومدى إدراكهما واجبات الزواج، أسباب تدعو لتلاشي قيمتها.
فالزواج يحتاج لنضج كافٍ، ليس المقصود به السنّ المناسبة لارتباط أي طرفيْن، إنما هو نضج عاطفي وفكري وانفعالي، يتضمن القدرة على تحمل المسؤولية، وإشباع حاجات بعضهما، فإن لم يصلا لمرحلة حُسن التعامل مع مشاكله المتنوعة، يعني أن فشل حياتهما أمرٌ محتوم.
أما البحث عن السعادة، والتي لأجلها يجد فيها طرف أنه يعاني من حالة تخبط في اتخاذ قراره الصائب، إما الاستمرار في حياته الزوجية أو التوقف، بحجة بحثه عنها، هي سبب آخر لتراجع قيمة الحياة الزوجية، رغم تأكيد الأخصائية عارف بأن السعادة قد تكون بأبسط الأشياء التي يملكها بين يديْه، دون الحاجة للبحث عنها خارج محيط بيته.
وتأخر سن الزواج، وتعوُّد أحد الطرفيْن على نمط حياة معين، ثم الاضطرار لتغييره جراء وجود طرف آخر يتدخل في شؤونه، ويحدّ من حريته بطريقة لم يكن معتاداً عليها قبل زواجه، عوائق تصعّب التكافؤ بينهما، وتخلق أجواءً مشحونة بالخلافات المؤدية إلى تدني قيمة حياتهما معاً، بحسب عارف.
فمن المسؤول عن ذلك؟
اللَّوم الحقيقي بحسب الأخصائية، يقع على الأهل، فعدم تعليم الأبناء تحمّل المسؤولية واتخاذ قراراتهم وحدهم، واتكائهم على أهلهم في كل المهام قبل الزواج وكأنهم ضيوف، سبب رئيس في صدمتهم بحجم الأعباء المترتبة عليهم بعد زواجهم، ما يستوجب تنفيذها بعيداً عن أهلهم الذين كانوا يحلّون محلهم في إنجازها.
والأمر ذاته ينطبق على الفتاة المدلّلة عند أهلها، والتي تُفاجأ بعد زواجها بما عليها من مهام توجب ترتيب وتنظيم حياتها مع شريكها، ما ينتج عنه ضعفها أمام العقبات التي تعترضها، وكيف تتصرف مع متطلبات حياتها، وصولاً إلى إعلان فشلها في الاستمرار بها.