يتساءل كثيرون: هل الواجبات المنزلية التي تفرضها معظم المدارس، ويعود بها الطالب الصغير إلى المنزل، بعد قضاء 8 ساعات في المدرسة، وهو مستنفد كل طاقته، هل هي مفيدة له، أم ضارة به؟
المفاجأة أن كثيرا من الخبراء في هذا المجال يؤكدون أن هذه الواجبات المدرسية غير مفيدة للطالب على الإطلاق.
أسطورة الواجب المنزلي
لا يوجد أي دليل إطلاقا على وجود أي فائدة أكاديمية من الواجبات المنزلية في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة، حسبما يؤكد ألفي كوهين، مؤلف كتاب "أسطورة الواجب المنزلي"، والذي يعد مدافعا صريحا عن التعليم التقدمي، والناقد الأهم للأبوة والأمومة التقليدية، والذي وصف هذه الواجبات المنزلية بـ"الممارسات التعليمية الخاطئة".
بلا فائدة
في مقال نُشر الشهر الماضي، أكد الأب كاتي فاتروت، الأستاذ في جامعة ميسوري – سانت لويس، ومؤلف كتاب "إعادة التفكير"، أن الواجبات المنزلية لا يمكن أن تقدم أي فائدة حقيقية لطلاب المدارس الابتدائية.
الرأي الآخر
على الرغم من كل الحجج المناهضة للواجبات المنزلية، إلا أن هناك عددا من الخبراء يوافقون على فرض هذه الواجبات بعد انتهاء اليوم الدراسي، مؤكدين أنها ليست سيئة، خاصة إذا كانت تركز على الجودة أكثر من الكمية، مع أخذ عمر الطفل بعين الاعتبار بالطبع.
التخلّص من الواجبات التقليدية
دانيلا مونتالتو، طبيبة الأمراض العصبية للأطفال، والمديرة الإكلينيكية لمعهد التعلم والإنجاز الأكاديمي في مركز دراسة الطفل بجامعة نيويورك، تقول إن "الواجب المنزلي في سن صغيرة ليس ضروريا، ولكني أعتقد أنه يمكن استخدامه في بناء المهارات، فالأطفال من سن 4 إلى 10 سنوات يحتاجون إلى 20 دقيقة على الأقل يوميا في القراءة، بالإضافة إلى بعض الوقت لممارسة المهارات الحركية، مثل الكتابة اليدوية، والقصّ باستخدام المقص، وغيرهما من المهارات المهمة التي يجب التركيز عليها؛ لأنها أكثر فائدة من الواجبات المنزلية التقليدية".