حِمية الثعبان.. آخر صرعات عالم الصحة والتغذية، فهل هي آمنة؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
3 أبريل 2018,3:22 ص

يبدو أنّ مسلسلات الحميات الغذائية لم تنتهِ بعد، ولن تغيب سيطرة صرعات وهوس الحِميات وأسمائها عن عالم الصحة والتغذية، فبعد أنْ سمعنا عن حمية الديدان وحمية مشيمة الحامل، بتنا نسمع عن صرعة جديدة تسمى "حمية الثعبان".

وتشيرُ فكرة هذه الحمية إلى تناول الطعام على طريقة الثعبان، أي تخرين وجبة غذائية كبيرة، والعيش عليها لمدة معينة من الوقت، ويقول كول روبنسون، مؤسس موقع الحميات الغذائية على الإنترنت: "أسمع المدربين ينصحون العملاء بتجربة حميات غذائية، دون دراية كاملة بكيفية تفاعل الجسم معها، وكيف يتأثر بها ويحولها لطاقة".

وأضاف: "يمكنكم مشاهدة مجموعة الفيديوهات التي قمت بنشرها على يوتيوب، والتي أشرح من خلالها هذا النظام الغذائي، وكيف يمكنه معالجة مرض السكري من النوع الثاني، والهربس والالتهابات، كما يزيد من نشاط الجسم ويضاعف طاقته".

وتابع روبنسون شارحا: "يتم اتباع هذه الحمية على ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى تكمن في الصيام لمدة 48 ساعة، ولا يتناول الشخص خلالها سوى خل التفاح وعصير الثعبان، وهو عصير يعوض المعادن الأساسية في الجسم، للمساعدة في تطهير الكبد من السموم، أما المرحلة الثانية فيكون الصيام أكثر مرونة،  فيما تركز المرحلة الثالثة على التجويع، للتدرب على كيفية الإصغاء لصوت الجسم عند الجوع".

هل حِمية الثعبان آمنة؟




يقول روبنسون: "لا أجزم بأنها آمنة تمامًا، فلكل حمية نتائجها الخاصة، وليس لدي نتائج معتمدة سريرية كانت أو طبية، وتؤيده الرأي جولي أبتون المؤسسة والمشاركة في مركز الشهية الصحية فتقول: لا يمكننا الحكم على أي حمية تتبع لفترة طويلة، إلا بعد ظهور نتائجها على المدى الطويل".

كذلك تتفق باث وارن، خبيرة التغذية ومؤلفة كتاب "الطعام الصحي من أجل حياة صحية" فتقول: "يمكن لأي شخص لا يعاني من مشاكل صحية أن يعيش لمدة يومين دون طعام، ولا يوجد دليل علمي يقلل من فعالية هذه الحمية، ولا يمكن أن تضر الجسم بشيء سوى الشعور بالجوع".

نأتي للسؤال المهم، هل تساعد حِمية الثعبان على فقدان الوزن بالفعل؟




تقول أبتون: "طبعا ستفقدين من وزنك لا محالة، فأنت لا تأكلين وجباتك اليومية كاملة ولا تقتربين من الوجبات الخفيفة مطلقا، وسيساعدك الصوم لمدة من 24 إلى 36 ساعة، على تعويد المعدة على وجبة واحدة فقط، فكيف لا تخسرين الوزن بعد ذلك"؟

وأضافت: "قد يستجيب معظم الناس للأكل مثل الثعبان، فيأخذ كفايته من الطعام في وجبة واحدة، ويبقى بدون طعام لفترة حتى وإن كانت قصيرة، لكن تبقى مشكلة واحدة، وهي عدم الاستمرار على هذا النهج لمدة طويلة، فسرعان ما سيعود الشخص لسابق عهده، فيأكل كعادته ويكتسب ما خسره من وزنه.

إذا هذه الحِمية لا تؤتي بثمارها المرجوة

وتابعت أبتون: "لا تلتزمي بهذه الحمية بحذافيرها، فبإمكانك تغيير بعض الأسس لتصلي للنتيجة الفعالة، بأن تحوّلي ساعات الصيام لتبدأ في أول الليل، وتنتهي في آخره، وبذلك تقللين من كمية السعرات الحرارية".

وأضافتْ: "لا داعي لإتباع هذه الحمية الغذائية؛ لأنها لا تستند على دلائل علمية أو نتائج طبية، فكل من يروج لحمية غذائية يدعي أنها تساعد على تطهير الكبد من السموم، وهو كلام عارٍ تمامًا من الصحة، فالكبد حتى عند المريض بالتليف الكبدي، أو الدهون على الكبد، يعمل بكفاءة مذهلة على تطهير نفسه من السموم.

google-banner
foochia-logo