كثيرٌ من النساء لا يستطعنَ البوح بأعمارهنّ، بل ويتظاهرنَ دائمًا بصغرِه، لعدم اقتناعهنّ بأنه مجرد رقم ليس أكثر، وأحيانًا يتحوّل السؤال عن عمرهنّ إلى "فوبيا" يتهرّبنَ من التصريح به.
ولكن إذا سيطرت على المرأة أفكار مُلهِمة واستمتعت بإنجازاتها وأعدّت جيدًا لحاضرها ومستقبلها، ستجد أن الرقم الملاصق لعمرها ما هو إلا رقم ولا معنى له، وأن لكل مرحلة من مراحل العمر رونقها وخصوصيتها.
وأما من تعُدّ الأيام
في حال سيطرت على المرأة أي أفكار ضبابية أو تشاؤمية جرّاء تقدُّم عمرها؛ فلن تقوم بشيء إلا حساب الزمن بلا إنجازات تُذكر، حسب ما قال المدرب المعتمد في الذاكرة ومدرب التنمية البشرية ومهارات التواصل سامي أبو عيشة لـ "فوشيا"، مؤكدًا أن الجيد في حياتها يكمن في قدرتها على تدارك الإخفاقات والنكَسات، ومحاولة مضاعفة الإنجازات إن أرادت ذلك.
بل يتوجّب عليها عدم حصر أي إنجاز بعُمرها، لأنه وبمجرد شعرتْ بذلك، لن تفعل شيئًا لمستقبلها، وستبدأ باختلاق الأعذار بحجة أنه لم يبقَ من العمر أكثر مما مضى.
كيف تنجز أكثر مع تقدُّم عمرها؟
لأن وراء كل رقم ألف قصة وقصة وألف إنجاز وإنجاز، نصحها أبو عيشة، بوجوب تحقيق سعادتها التي لا تكمن إلا بمسيرة عطائها وعدم الإحجام عنها، وخوض أكبر كمٍّ من التجارب، وأن تجول وتسافر وتغامر وتكتشف، وتلتقي بالكثير من الشخصيات المؤثرة في حياتها، وتستمتع بكل لحظة.
وعليها أن تعمل بلا كلل وملل، وتستثمر أوقاتها وأيامها بالشكل الصحيح، وأن لا تتطلّع إلى العدّاد الزمني ليس إلا لجعله توقيتًا مناسبًا لتحقيق أهدافها فقط.
ولتعلم أن هذا الرقم لا يشكّل حقيقتها كامرأة أبدًا، فربما تكون طفلةً بسنّ الستين، أو عجوزًا هرِمة بسنّ العشرين، فالذي يشيخ هو الفكر والقناعة، ويبقى ما حققتْه خلال سنيّ عمرها.
وانتهى بالقول: "فالأشجار بثمارها لا بضخامة جذوعها، والغيوم بأمطارها وظلالها، لا بمدة بقائها في السماء؛ فالعبرة ليست بالرقم العُمري، بل بعدد الكتب التي قرأتْها، وكمّ المساعدات التي قدمتها لغيرها، وكم من الابتسامة رسمتْ على وجوه الآخرين" فالعمر بالإنجاز فقط.