تهتم المرأة العصرية بلياقتها البدنية كجزء من إطلالتها، وأصبحت صالات الألعاب الرياضية من ركائز روتينها الأسبوعي.
وفقًا لإحصائيات جمعية الصحة العالمية، اليوم ينتمي 18.2 مليون أمريكي إلى صالات الألعاب الرياضية، والتي تتزايد تكلفتها يومًا بعد يوم لتتراوح الآن بين 50 و150 دولارًا في الشهر.
تقول "ناتاليا ميهلمان بيترزيلا" وهي دكتورة ومؤرخة اللياقة البدنية: "اليوم يُنظر إلى اللياقة البدنية كنشاط أساسي وليس ترفيهيا، فكونك منتظمة على صالة الألعاب يحمل في طياته تفاخرًا هادئا يعكس الانطباع بأنك مثالية".
ولكن هذا لا يعد مفهومًا حديثًا نسبيًا، فقبل 60 عاماً، لم يكن من المقبول ممارسة المرأة للتمارين الرياضية في الأماكن العامة، وكان من المُعتقد أنها ستؤذي نفسها أو تتلف خصوبتها أو تبدو ذكورية.
ومع ذلك بدأ هذا يتغير على أيدي العديد من الشخصيات البارزة على مر التاريخ، ففي الثلاثينيات افتتحت "إليزابيث آردن" و"هيلينا روبنشتاين" صالونات تجميل للنساء ذات مفهوم جديد آنذاك، وهو أن المرأة تستطيع التحكم في مظهرها.
ومع تقبل المزيد والمزيد من النساء هذه الفكرة، طورت النساء الأمريكيات هاجسًا جماعيًا بالنحافة وفقدان الوزن.
وبحلول الستينيات أصبح التعرق من علامات الصحة، وقدم الجراح الأمريكي "كينيث كوبر" فكرة غيرت ثقافة اللياقة الحديثة من خلال كتابه "الأيروبيكس" الذي أصبح بين الأكثر مبيعا، مشيرًا للمرة الأولى بدلائل علمية أن التمارين الرياضية الشاقة مفيدة للصحة.
وفي الثمانينيات دخلت الممثلة "جين فوندا" عالم اللياقة البدنية وحددت أفضل التمارين الرياضية للنساء في كتابها الشهير "جين فوندا ورك أوت بوك"، الذي أعقبته سلسلة من أشرطة الفيديو الرياضية وافتتاح بعض صالات الرياضة، ومن هنا بدأت الموازين تنقلب وظهرت ثقافة اللياقة البدنية للنساء.
ومنذ ذلك الحين أخذت فكرة ضرورة ممارسة التمارين الرياضية في الانتشار، حتى أصبح من الشائع أن ترى صالة العاب رياضية في كل شارع، وأصبحت المرأة تشعر بالذنب عندما تفوت موعد التمرين.