يعتقد الكثيرون أنّ السلع الباهظة مصنوعة بشكل أفضل من السلع الأخرى، وأنه كلما ارتفع سعر المنتج زادتْ قيمته والثقة به، وارتبطتْ الفخامة بأسماء علامات تجارية معينة، اكتسبت شهرتها في حقبة زمنية محدّدة، وما بقي منها هو سمعتها وليس قيمتها، لذا لا تستحق كل هذه الضجة.
سنتحدّث معك في هذا الصدد، ونطلب منك إعادة التفكير قبل شراء هذه العلامات التجارية بأموال طائلة، وتتجنّبي اقتناءها من الأن فصاعداً:
لوي فيتون
قد تنصدمين عند سماع هذا الاسم الرّنان، الذي توصف منتجاته بالأيقونية، ويروج لها بأنها أعظم فرص للاستثمار، ولكن إذا رجعنا للوراء وتذكرنا ما حدث في العام 2000، عندما نشرت صحيفة نيويورك تايمز أنّ تكلفة إنتاج حقيبة لوي فيتون لا تتعدّى مئات الدولارات، في حين أنها تبيعها بالأف الدولارات، وهو ما نفاه المتحدّث باسم الشركة، ولكنه لم يفصح عن مبلغ التكلفة الحقيقي، وادّعى أنّ هذا الفرق يصرف لتطوير المنتج فحسب، لنتفاجأ بعدها بتقرير فوربس، المشير إلى أنّ أرباح فيتون تتعدّى هامش الربح المسموح به بنسبة 30%..
تيفاني
تيفاني هي واحدة من أشهر العلامات التجارية لصناعة المجوهرات في العالم، ولكنها تفرض رسوماً إضافية، لمجرد وضع اسمها على المنتج، وكأن ما تبيعه هو اسمها وليست منتجات تستحق الثقة، فإذا كنتِ تريدين حقًا مجوهرات جميلة بدون مبالغة في السعر، فعليكِ الشراء من متجر كوستكو الذي يقدّم أحجاراً كريمة عالية الجودة بأسعار زهيدة، ولا تقل جودة عن الألماس الموجود في تيفاني.
الألماس
لا تستحق عملية تصنيع الماس كل ما يروج لها، وما هي إلا نوع من النصب والاحتيال؛ لأنّ الماس من الأحجار النادرة جداً، ما يجعل وجوده في الأسواق أكثر ندرة، وهناك أحجارٌ لا تقلّ في القيمة، بل تتفوق على الماس بجمالها وسعرها، ألا وهي الياقوت الذي كشفتْ حملة إعلانية في الثلاثينات أنه أفضل بكثير من الماس، وأنّ الأخير ليس فرصة جيدة للاستثمار، وما هو إلا اسم على غير مسمى.
رولكس
من أكثر الأسماء شعبية ورواجاً، وتتمتع بثقة عالية بين العملاء حول العالم، لكنها ليست الأفضل على الإطلاق، فقد ظهرتْ علامة أخرى تنافسها بقوة واحتلت مكانتها في نفوس العملاء، وهي أوميغا السويسرية الصنع، وحققت نجاحاً مبهراً منذ عقود، بسبب جودتها وسعرها المعقول.
لوبوتان
يبيع لوبوتان أكثر من نصف مليون حذاء كل عام بأسعار باهظة، لا ننكر الشكل الأنيق والتصميمات المذهلة، لكن عندما يصرّح مالك العلامة بنفسه لمجلة فوغ قائلا: "لا أبحث عن الراحة في تصميماتي بقدر ما أبحث عن الفن والأناقة، وقد تكون الراحة من ضمن أولوياتي لكنها ليست الأقوى، فالكثير يصفني بأنني صاحب الأحذية الأكثر إيلاما، ولكن تصميماتي ليست للراحة، فوظيفتي هي تصميم الشيء الأنيق"، فلماذا تشترين حذاءً مؤلماً باهظاً، لا يبحث صانعه عن راحتك؟
ميكيموتو
هذه العلامة هي ملكة اللؤلؤ بلا منازع، فقد حرص ميكيموتو مخترع اللؤلؤ الزراعي في اليابان، على استنباته وليس زراعته، ما يعني أنه ليس نادراً، مثل اللؤلؤ الطبيعي الذي يزرع ويحصد بشكل طبيعي، ويأتي السؤال المهم، هل تعرفين الفرق بين اللؤلؤ الطبيعي من المقلد؟ بالطبع لا.. إذا فلماذا تنفقين آلاف الدولارات في سلعة، لا تدرين مدى جودتها؟
كوتش
توصف بأنها واحدة من أكثر حقائب اليد شعبية في العالم، لكن تراجعتْ شعبيتها في الآونة الأخيرة، بسبب طرح كميات كبيرة للبيع على أنها حصرية، ما أدّى إلى ركودها في الأسواق، وهو ما تداركته الشركة وصنعتْ المزيد من الحقائب الباهظة ضمن خط انتاجها، وقلصت من مبيعاتها على الانترنت، وعلى الرغم من زيادة المبيعات بشكل كبير، لكنها لم تعد تحظى بنفس الاهتمام والشعبية كسابق عهدها.
مايكل كورس
هي رمز الأناقة والجودة على مر العصور، لكنها فقدت الكثير من رونقها وبريقها، فبحسب صحيفة بيزنس إنسايدر، أدّت المغالاة في الأسعار إلى تراجع كبير في المبيعات، بجانب الفجوة بين السعر والجودة، فهي تروج لمنتجات فاخرة ولا تقدم شيئاً جديداً ومتميزاً، وهو ما اضطر العملاء لانتظار موسم التخفيضات لشراء الحقائب الباهظة بأسعار معقولة.
برادا
هناك بعض الشكوك حول هذه العلامة الفخمة، فهي تقدم خامة جيدة بالفعل، لكنها لا تقدر القيمة المعقولة لمنتجاتها، على سبيل المثال لا الحصر، بيعها لمشبك ورق بسعر 170 دولاراً! بحجة أنه مصنوع من الفضة الإسترليني! وما الذي يجبرك على شراء مشبك بهذا الثمن الباهظ، فالأولى شراء قطعة مجوهرات فضية.
بالينسياغا
ظهرت في عام 2017 أول حقيبة تسوق بقيمة 2145 دولارًا، وهي تشبه حقيبة إيكيا المقدر ثمنها بدولار واحد! لنكتشف أنّ ما قامت به بالنساغيا، ما هو إلا إعادة تدوير للحقيبة البلاستيكية من إيكيا وحولتها للجلد، فهل ما تقوم به العلامات التجارية هو التضليل والاستغلال الصريح للعملاء، ليتحوّل المكسب المشروع إلى عملية ابتزاز واضحة لمجرد شراء الاسم، الذي في النهاية لا يستحق الشراء.