برستيج أم استقرار اجتماعي.. ماذا تريدين بالضبط من تعليمكِ؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
15 فبراير 2018,7:36 ص

يربط علماء النفس والاجتماع مستوى السعادة الزوجية بزيادة التعليم عند الزوجة، أي كلما تقدمت في تعليمها واتسعت آفاقها الثقافية زاد ذلك من فرص تفاهمها مع زوجها في شؤون حياتهما كافة.

وتلجأ بعض الفتيات للتعلم، إما بحثاً عن بيئة اجتماعية خالية من تسلط الأهل، أو لضمان الاستقرار الاجتماعي وعدم الارتهان مستقبلاً لسلطة الرجل المتعسف، أو أن يجدنَ فيه سبباً للتباهي وإشباع الأنا الأنثوية، واستعراض وبرستيج اجتماعي.

فهل هو كذلك؟



حول هذا الموضوع، أوضحت الدكتورة في علم النفس الإعلامي سهير السوداني لـ "فوشيا" بأن أهداف الفتيات من التعلُّم تتوزع إلى عدة أقسام: فهناك من تدرس من أجل الحصول على العمل، أو من تنتظر بعد دراستها زوجاً ثريّاً، وهناك من تدرس كي تصل إلى مرحلة علمية متقدمة وتتبوأ مراكز مهمة في المجتمع، وهناك من ترغب في الذهاب إلى الجامعة فقط لغاية "البرستيج الاجتماعي" أمام معارفها وأقاربها أو زوجها.

وبيّنت الدكتورة السوداني أن مَن تتعلم كي تحوز على فرصة الزوج المناسب لتنعم بإمكانياته المالية، أو ليقال إنها زوجة المدير الفلاني أو النائب الفلاني، فإنها تحمل في داخلها أنثى قلقة فاقدة للاستقلال الشخصي وتتسم بالتبعية غير المستقرة.

منوّهة إلى أن خطورة هذه الحالة تتمثل في بقاء المرأة بحالة قلقة، ويعوزها الاطمئنان للمستقبل، والخشية الدائمة من خسارة الرفاهية التي يشكلها زوجها لها إذا انفصلت عنه، مهما كانت تتصف بالجمال أو الغنى.

وأضافت السوداني أن المرأة لا يعطيها القوة إلا عملها واستقلالها الاقتصادي مهما كان الراتب الذي تتقاضاه نهاية كل شهر.

فرص الفتاة غير المتعلمة

بحسب السوداني، فإن الفتاة غير المتعلمة تمتلك فرصاً للزواج بنفس فرص المتعلمة، إن لم يكن أكثر؛ فغير المتعلمة تكون في العادة متحررة من عقد البرستيج والاستعراض والانتقائية، ولذلك تكون فرصها في الزواج أكثر من المتعلمة، خصوصاً إذا كانت تحظى بنعمة الجمال والذكاء الاجتماعي والعاطفي.

الضرر عندما يتجاوز المنفعة



ورأت السوداني أن المشكلة النفسية بالنسبة لغير المتعلمة، تكون مشكلة مضاعفة إذا كان والدها صاحب مركز اجتماعي أو تنتسب لعائلة ثرية، ما يعني ارتباط الرجل بها، فيه ضرر أكبر من منفعته.

فالعلاقات المبنية على المصالح، هي في الواقع علاقات هشّة، قابلة للكسر في أية لحظة، وفي معظم الحالات يعلم الطرفان أن علاقتهما قابلة للانفراط عندما يشبع الزوج من ثرائها، ويبدأ عملية البحث عن بديلة يجدها أكثر ثقة وقدرة على التوافق الثقافي والعاطفي.

وختمت السوداني حديثها، بأن كل فتاة هي من تحدد نوعية أولوياتها في الحياة، وأهدافها الحقيقية من التعليم، ومن تخطئ في ذلك تتحمل مسؤولية الاستعراض والبرستيج أمام الناس، والعيش في حياة وبيئة أكبر من مقاسها أو أضيق.



الدكتورة في علم النفس الإعلامي سهير السوداني
google-banner
foochia-logo