لو علمت الزوجة أن شريك عمرها يعتزم الزواج من أخرى، فكيف لها التعايش مع هذا الموقف الصعب؟ وهل ستواجهه بالرفض الشديد والرغبة في الطلاق حفاظا على كرامتها لاعتقادها أن ذلك خيانة لها؟ أم ستغير من سلوكياتها وصفاتها واهتمامها بنفسها كي تعيده لها؟
ما رأي علم النفس في هذه القضية؟
أكدت أخصائية الاستشارات النفسية والزوجية الدكتورة نجوى عارف عبر "فوشيا"، بأنه ينبغي على هذه الزوجة وقبل كل شي، التأكد تماماً من قرار زوجها، وأن لا تثق بما تسمعه من أقاويل صادرة من هنا وهناك.
كما بيّنت عارف بأن هناك من تفكر باسترداد زوجها لحياتها، والاهتمام به أكثر، لاعتقادها بأن قلة الاهتمام بزوجها هو السبب وراء إقدامه على هذه الخطوة، ومن جهة أخرى عدم قدرتها على طلب الانفصال نتيجة ظروفها التي تمنعها من ذلك، والمتعلقة بظروف أسرتها الاقتصادية أو الاجتماعية ما يجعلها تقرر العيش في بيتها حفاظاً على أولادها.
وفي بعض الأحيان، هناك من الزوجات من تقرر الانسحاب من هذه العلاقة، حال علمها بصحة قراره، نتيجة فقدان ثقتها بزوجها أو أن تقرر الحفاظ على أولادها من الضياع، مقابل أن يستمر في الإنفاق والإشراف عليهم، وهذا ليس تقليلا من كرامتها، ولا يُضعف من شخصيتها، ولا يمكن وسمها بإنسانة بلا كرامة، بل فيه احترام لذاتها وكيانها.
أهم النصائح لهذه الزوجة
نصحت الأخصائية عارف كل زوجة تمر بهذا الظرف، وهي في طريقها لحماية بيتها، أن تحافظ على نفسها قبل زوجها، فليس من مصلحتها الدخول في حالة انهيار واكتئاب، أو اللجوء للشعوذة والسحر لاستعادة زوجها، وأن لا تسمح لآراء غيرها من النساء أن تؤثر عليها في كيفية التعامل معه، أو الرغبة في الانتقام منه ومن زوجته الثانية.
وأضافت عارف أن هذه الأساليب لن تُرجع زوجها، بل ستزيد من امتهانها لكرامتها أمام زوجها والجميع، وينبغي عليها أن تحافظ على عقلها ونفسيّتها وكيانها كامرأة محترمة، دون الانجرار وراء انفعالات الغيظ والكيد التي تنتابها، لأنها هي "المتضرّر الوحيد" فقط.
ولأن الأمر ليس سهلاً على أي زوجة أن تقبل بوجود من تشاركها زوجها، كررت عارف نصائحها لتلك الزوجة بضرورة عدم لجوئها للشعوذة والسحر التي تضرّ بالزوج والزوجة الجديدة، أو أن تفكر بفضح أفعال زوجها وذِكر عيوبه وسلبياته وأسراره الحميمية أمام الناس، إن لم تتمكن من كبت مشاعرها.
الاتزان في القرارات، وأن تعد للعشرة قبل اتخاذ أي تصرف، واللجوء لأصحاب المشورة لأخذ النصيحة منهم ودعمها في مشكلتها، هي الطرق الأنجع للتخفيف من مأساتها.
وحسب عارف، فإن من الصواب أن تراجع الزوجة السبب وراء إقدام زوجها على هذه الخطوة، ولكن دون داعٍ لجلْد ذاتها، أو إلقاء اللوم على نفسها، والانتقاص من مستواها أو مهاراتها.