يعتبر علماء الإبداع أن الروتين جزء من عمليات الإبداع والابتكار في الحياة والعمل، تحديداً عندما يشعر الإنسان أنه بقي لفترات طويلة في "منطقة الراحة والاستقرار" التي بدورها تشكل تهديداً خطيراً على حياته، وتقلّص من جاهزيته للتحديات والأزمات غير المتوقعة جراء استسلامه لروتين حياته المريح؛ الأمر الذي يدفعه لاحقاً لخلق الفرص للتغيير والتجديد وصناعة أهداف جديدة له.
فلماذا تكون الحياة روتينية؟
أوضح مستشار الإدارة والتسويق وتطوير الأعمال حسام جبر لـ "فوشيا" بأن الروتين حالة طبيعية يعيشها الإنسان في حياته، وتعني أنه يعيش في شكل من أشكال الاستقرار والتمركز في الحياة.
وبيّن جبر أن أسباباً عديدة ترجع لإبقاء الإنسان على روتين حياته منها:
غياب الأهداف: وهو التركيز على أهداف معينة وتجاهل أخرى؛ كالتركيز على العمل وتجاهل الحياة الشخصية أو العائلية، فتصبح الحياة مكررة بأحداثها؛ ما يعطي الشعور بالملل.
البعد عن التجديد: التمركز حول أشياء اعتيادية وعدم المحاولة لتغيير نمط الحياة؛ ما يجعل منها قالباً واحداً لا يتغير، فيطغى الروتين على الحياة.
ورأى جبر بأن الروتين ما هو إلا حالة استفزازية للباحثين عن التجديد واكتشاف الذات واستثمار الإمكانات الشخصية والعملية، وتطوير العمل والأساليب والتقنيات للعيش بسعادة.
فكيف نتغلب على الحياة الروتينية؟
أكد جبر أن هناك 3 استراتيجيات من شأنها التغلب على الروتين في الحياة وتحويله إلى فرصة مثمرة بدلاً من اعتباره نقمة وشعوراً سلبياً من خلال:
صنع أهداف جديدة: إذ يجب على من يشتكي من الروتين إيجاد أهداف جديدة حتى لو كانت بسيطة، مثل: قراءة كتاب، أو المشي لدقائق، أو زيارة صديق، وعمل ما يحب إنجازه يومياً.
تحرير الأفكار وطرد السلبي منها: وفعل أي شيء يُشعره بكسر حواجز الروتين والبدء بتطبيق أفكار تُطبَّق على أرض الواقع وعدم ربط حياته في قوالب جاهزة أعدها له الآخرون؛ فالقيود الفكرية تمنع من التجديد والتغيير.
إسعاد المحيطين بنا: وتقديم المساعدة للآخرين، وزيادة الاهتمام بهم، ومنحهم السعادة، لأن هذا سيغير حياته اليومية ويجعل منها لوحة فنية ممتعة يفتخر بها ويشعر معها بالنشاط والحيوية.
ومن أهم ما نصح به المستشار جبر، عدم السماح للملل بالتسلل إلى حياتنا، والابتعاد عن السلبية واستثمار الروتين في البحث عن فرصة جديد للاستمتاع بلحظات الحياة، لأن الوقت الذي يذهب لا يعود مجدداً.