هل تتخيلينَ يوماً أنْ يصارحكِ صديقكِ المقرّب، الذي لطالما تشاركت الأحاديث معه ولطالما وضعت ثقتك به وأمنته على أسرارك وعن تفاصيل حياتكِ الشخصية، بطلب الزواج منكِ؟
هناك العديد من لديهم القناعة بأن زواج الفتاة من صديقها أقوى وأمتن مقارنة مع الزواج من شخص لا تربطه بها علاقة صداقة. فهل ستبدو فكرة تحوُّل صداقتهما إلى قصة حب تنتهي بالزواج أمراً مقبولاً وناجحاً، أم تجربة فاشلة؟
ما هي احتمالية نجاح زواج الفتاة من صديقها؟
أجابت أخصائية الاستشارات النفسية والزوجية الدكتورة نجوى عارف عن هذا السؤال لـ "فوشيا" قائلة بإن "البعض يعتقد بأن زواج الفتاة من صديقها هو أمر صحي، لكون العلاقة بدأت بصداقة متينة، وتحوّلت لاحقاً إلى إعجاب ثم حبّ".
وأضافت بأنّ "هناك، بالمقابل، من يظن أن مشاعر الصديق هذه، ربما تحوّلت إلى حالة من التعوّد والتآلف مع صديقته، وليس حباً أو إعجاباً بها، وفي هذا مخاطرة في الموضوع الذي لا يقبل التعميم في ما إذا سينجح زواجهما أو يفشل، فلكلّ حالة معطياتها وظروفها الخاصة بها على حدة".
وأوضحت عارف، بأن المدى الذي وصلت إليه تلك الصداقة، سواءً كانت صداقة سطحية أم عميقة، وعما إذا كان هذا الصديق يعلم كل أسرارها والظروف التي مرت بها، وعلاقاتها السابقة، هو الأمر المخيف في الفكرة؛ لأن تحوّل هذا الصديق إلى زوج، سيغيّر من نظرته للأمور التي كان من الواجب عليها ألا تُخبره بها مهما كانت علاقتها به.
كما أفادت: "الأمر نفسه ينطبق على الصديق، الذي يُطلع صديقته على تفاصيل حياته، وأسراره، وعلاقاته العاطفية. هذه الأشياء كلها ستزعجها لاحقاً لا سيما إذا تذكرتها، أو نتيجة حادثة معينة عادت بذكريات الماضي السابقة التي تعرفها عنه، ما يؤدي إلى نشوب الخلافات بينهما".
وتابعت قولها: "إن لكل علاقة ظروفها ومعطياتها وإلى أي مدى تطورت العلاقة بينهما. ومن هنا، يجدر بهما الأخذ بعين الاعتبار مدى إدراكهما وقدرتها على الحكم على هذا الزواج مسبقاً قبل التقدم نحوه".
ونوّهت عارف في ختام حديثها، إلى اتفاق المتخصصين في مجال العلاقات الزوجية جميعهم على أنّ الزواج الأنجح هو الذي يتعامل فيها الزوجان مع بعضهما كأنهما أصدقاء بعد زواجهما في المرتبة الأولى، بخلاف الزواج الناتج عن علاقتهما كأصدقاء سابقين.