ترك مصمم الأزياء التونسي الراحل عز الدين علية، إرثا ضخما وحُفر اسمه من ذهب في عالم الموضة والأزياء، ولم يكن علية مجرد مصمم للأزياء، بل كان فنانا مبدعا لطالما تألقت النجمات العالميات بقطع فنية من ابداعاته.
ولقب علية بالمهاجر المشاغب الذي غير قواعد الموضة، ولذلك تقرر تكريم المبدع الراحل من داخل معرضه الكائن بفرنسا.
تقول كارلا سوزاني شريكة عليا: "سنطل على مستقبل الأزياء أثناء تجولنا داخل متحف عز الدين علية في باريس، ونتذكر كيف رفض عمل تمثالا أو نصبا تذكاريا له، عندما تحدث في افتتاح جو سوي كوتورييه، وهو المعرض الذي يضم 41 فستانا من تصميماته".
وتابعت كارلا: "قبل شراكتي معه وكريستوف فان ويه العام 2007، وأنا على دراية بأن هدف علية الأساسي من افتتاح معرضه في ماريز هو منح الفرصة للأجيال الجديدة من المصممين وتوفير سبل الاطلاع والدراسة، عن طريق الكتب والمنح الدراسية المتاحة بالمعرض".
وأضافت: "كان علية يرفض لقب مصمم بشدة، وغالبا ما يردد هذه العبارة "سيكون هناك مصمم شاب يخرج لعالم الأزياء بقوة وثبات، وقد تعلم في هذا المكان وتأثر بأدوات الخياطة التي هي جزءً لا يتجزأ من حياتي".
وتستعيد سوزاني الذكريات فتمسك بالقطع وتقول: "رأيت هذا الفستان الأبيض المرصع بالقطع المعدنية عندما التقيت به لأول مرة في أوائل الثمانينيات، وذاك الفستان الأسود المفتوح من منطقة الديكوليت الذي ارتدته نجمة الغلاف على مجلة إيل الإيطالية العام 1987.
ثم تنتقل سوزاني لمكان آخر من المعرض، وتستعرض فستانا أنيقا استوحاه الراحل من غرفة ماتيس في متحف الفن الحديث في باريس، وقد ارتدته ناعومي كامبل في عرض الأزياء الراقية لعلية يوليو الماضي".
وقال أوليفييه سيلارد أمين المعرض: "كان علية شديد الاهتمام بالمبتدئين وكان يحرص على تعليمهم وتدريبهم على فن الخياطة، وكان يمتلك العديد من كتب الأزياء التي يفخر بامتلاكها، لأنها تحتوي على أسرار الموضة ومصطلحات عالمها الفريد".
واختتم سيلارد حديثه قائلا: " كمؤرخ للأزياء أستطيع القول إن معرض علية سيكون واحدا من أهم المتاحف للأزياء في تاريخ فرنسا، لأنه سيضم بين جدرانه مجموعة متميزة تحكي كل قطعة به عن مسيرة فنان منح البشرية الأناقة والتألق وخلد اسمه في التاريخ".