إحدى الدراسات النفسية بيّنت أن المرأة التي تدّخر المال تشعر بدرجة عالية من السعادة وأن مستقبلها مضمون واحتياجاتها المادية الطارئة لن توقعها في المشاكل، وهذا يخالف مقولة: إن المرأة تعشق التسوق وتدمنه، بل تدفع أموالاً طائلة لشراء الماركات العالمية.
أما استشارية أسرية فتشير إلى أن ادخار المرأة في السر من دون علم زوجها، يعد سلوكاً إيجابياً، بشرط أن لا يؤثر على حساب الأسرة أو على احتياجاتها الأساسية.
فهل يحق للزوجة ادخار المال سراً؟
مدرب التنمية البشرية عدنان النواصرة أوضح لـ"فوشيا"، أن المال بين الزوجين له دور كبير في تحديد طبيعة نفقاتهما، ولكن أحياناً تضطر الزوجة لادخار جزء من مال زوجها دون درايته، وهذا لا يجوز إذا كان كريماً معها ومع أولادها ويوفر لهم متطلباتهم مهما بلغت.
وبخلاف ذلك، إن كان بخيلاً ومقصّراً معهم، فحينها يحق لها أن تخفي من المال على قدر حاجتها وما يلزمها للنفقة على نفسها وعلى أبنائها.
ورأى النواصرة أن هذا الأمر قد يدمر الأسرة، لأن له أبعاداً عديدة، أهمها: اعتبار هذا العمل نوعاً من الخيانة الزوجية، لا سيما أنها مؤتمنة على أموال زوجها، ولا توجد ضرورة لادخار الأموال سراً، وهذا جدير بهدم ثقته بها لو علم بذلك، خصوصاً إن لم يكن مقصّراً معها.
والأسوأ من هذا، بحسب النواصرة، أن يتحول هذا الأمر إلى سلوك يوصلها إلى أخذ المال من جيب زوجها بحجة الادخار لها ولأبنائها، أو أن تصبح بخيلة على بيتها وأولادها، كي تزيد من نسبة الأموال المُدّخرة، وفي كلتا الحالتين الأمر غير مرغوب به إطلاقاً.
أهم النصائح للزوجة التي تدخر المال سراً؟
بدوره، نصحها النواصرة، بأن يكون هناك اتفاق بين الزوجين على آلية النفقة وكيفية إدارة الأمور المالية، وتخبره بأن المصروف المحدد للمنزل، لو استطاعت أن تقلص منه وتدخره لنفسها، هل من مشكلة في ذلك؟ وبهذه الطريقة تضمن موافقة وثقة زوجها، مع درايته أنها لم تقصر بحقهم جميعاً.
ومن الجيد، بيّن النواصرة، أن يُعوّد الزوج زوجته على الادخار، بشرط أن لا يكون المال ملكها وحدها، إنما هو ملك للجميع، وفي حال تعرّض أفراد الأسرة لظرف طارئ، عليها أن تقدم هذا المال لمن يحتاجه.
والأهم من هذا كله، يمكن أن تضع الزوجة صندوقاً في البيت، كي تشجع أفراد أسرتها بأن يدخروا كل ما يزيد عن حاجتهم فيه، وتحدد موعداً معيناً لفتحه، ويتفقون بينهم أين سيُنفقون هذا المال، وفي هذا الأمر تعليم للأسرة جميعها على الادخار والاقتصاد، بدلاً من تخبئته في السر.