هي إما ظاهرة غريبة أو مضحكة أن يقوم أحد أقرباء العريس بالجلوس قربه، كي يسجل كل من قدّم له نقوطاً نقدية أو عينية، حتى يقوم العريس يوماً ما بسدادها عند دعوته لمناسبة أخرى.
وهناك أشكال عديدة من النقوط أفرزتها طبيعة الحياة المتغيرة، كأن يجمع زملاء العريس وأصدقاؤه مبلغاً مالياً أو أن يقدموا له هدية عينية تحمل فكرة النقوط والمباركة بهذا الزواج.
يؤكد خبراء اجتماعيون أن نقوط العريس يأتيه في الوقت المناسب، فما إن يصل ليوم زفافه حتى يجد نفسه وقد أنفق كل ما يملك جراء المصاريف التي دفعها خلال التجهيز لبيته وزفافه، وحينها يكون بانتظاره كي يسانده في التخفيف من أعبائه الاقتصادية.
في الوقت ذاته، قد يشكل هذا النقوط عبئاً آخر على العريس ويكون كاسراً لظهره، تحديداً إذا كانت قيمته كبيرة، إذ تحتم عليه النظرة الاجتماعية أن يسدد القيمة ذاتها، ما يجعل النقوط ليس مساعدة وإنما همّاً له.
وحول الأشكال الجديدة للنقوط، يؤكد خبراء التراث أن هناك أساليب نقوط جديدة تتمثل بإعداد العريس بقائمة ما يحتاجه العروسان لإتمام متطلبات منزلهما كالأدوات المنزلية مثلاً، تحديداً إذا كانت ظروفهما الاقتصادية لا تكفي لشراء كافة احتياجاتهما.
ويبيّن الخبراء أن فكرة النقوط وُجدت في الأساس لمساعدة الأشخاص الذين لديهم مناسبات متنوعة كالزواج أو التخرّج أو قدوم مولود جديد، وأنها كفكرة مفيدة وتحث على التكافل الاجتماعي بين الناس، ولكن الأصعب أن تُسجَّل عبئاً على العريس ليسدّها بالقيمة ذاتها في مناسبات أخرى، الأمر الذي غيّر من فكرته الجميلة لعبء جديد على الشخص.
ويبين الخبراء الاجتماعيون أن النقوط رغم ضرورة سداده، وأنه يُقدّم بشكل علني، كنوع من المباهاة والتفاخر أمام الناس، إلا أنه يعمل على حرمان أصحاب الإمكانيات المتواضعة من حضور زفاف أقرب الناس لهم لعدم قدرتهم على تقديم النقوط للعريس.