بداية، على المرأة أن تعرف معنى مساواتها مع الرجل، وماذا الذي تريده، فحقّها بتبوّء المناصب الإدارية العليا والترشح للمناصب السياسية، والحق بالسفر خارج البلاد، ونيل الشهادات العليا لزيادة مهاراتها، فضلاً عن إلغاء كل القوانين السياسية التي تنتقص من حقها، هي من أبسط حقوقها كعنصر فاعل، ومن شأنه أن يرفع من قدرِها في المجتمع.
ما هي الجوانب التي يُفترض أن تتساوى فيها المرأة مع الرجل؟
الدكتورة حنان هلسة المستشارة النفسية والمحاضِرة في قسم علم النفس في جامعة الإسراء أوضحت لـ "فوشيا" أنّ هناك جوانب عديدة يجب أن تتساوى فيها المرأة مع الرجل؛ فمن الناحية القضائية مثلاً، يجب أن تكون "وليّة أمر نفسها" وتستطيع كتابة ما يحميها في عقد القِران، ومنحِها قانونياً حق المناصفة في الأموال مع زوجها، وخاصة عند الطلاق إذا كان تعسفياً أو غير تعسفي.
أما اجتماعياً وهنا الأساس، ينبغي تنشئة المرأة على أهمية العلم وأن التعليم أساسي لها، على أن تتم حمايتها بقانون إلزامية تعليمها، ويتبعه التأكيد على ضرورة عملها، فهذه الحقوق جزئيات بسيطة إن نالتها فهي في مسار مساواتها مع الرجل.
ونوّهت هلسة على ضرورة أن تدرك المجتمعات بأنّ للأمومة ورعاية المنزل والأبناء دوراً أساسياً، وليس دوراً دونيّاً أو ثانوياً، ويجب عدم الانتقاص منه، فضلاً عن أهمية دورها الإنتاجي الاقتصادي الذي يجب حمايته بالقانون، واعتبار هذا الدور مساوياً لدور الرجل الذي من أساسيات مهامه القيام بالدور الاقتصادي أيضاً.
وكيف ينصفها المجتمع؟
ورأت هلسة من باب حفاظ المرأة على أنوثتها، أنه لا بد من الانتباه إلى أنّ جمالها وجسدها ليس للمتاجرة بهما، أو أنهما سلعة رخيصة لإرضاء أصحاب رؤوس الأموال الذين يعدّونها مجرد أداة للتسويق عبر وسائل الإعلام.
وأفادت في ختام حديثها إلا أن مساواة المرأة مع الرجل تتمثل في احترام دورها في المنظومة الأسرية تماماً كما يُحترم الدور الاقتصادي للرجل، وكذلك احترامها اجتماعياً واحترام دورها البيولوجي والإنساني، وهذا أهم ما تريده المرأة فعلياً من مساواتها مع الرجل.
